الدار البيضاء.. الأوراش الكبرى للتحول الحضري في صلب الاستعدادات لكأس العالم 2030

آخر الأخبار - 14-11-2025

الدار البيضاء.. الأوراش الكبرى للتحول الحضري في صلب الاستعدادات لكأس العالم 2030

اقتصادكم

 

شكلت مشاريع البنية التحتية الكبرى الجارية بالدار البيضاء وبالجهة، استعدادا لبطولة كأس العالم 2030، التي ستنظمها المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، محور لقاء-نقاش نظم الأربعاء بالعاصمة الاقتصادية، والذي جمع مسؤولين مؤسساتيين وخبراء وفاعلين اقتصاديين.

وسلط المتدخلون، خلال هذا اللقاء، الضوء على حجم الاستثمارات التي تم تعبئتها في السنوات الأخيرة والبرامج الجارية الهادفة إلى تحديث المدينة، وتعزيز تنافسيتها، وترسيخ مكانتها كقطب اقتصادي ورياضي على المستوى القاري.

وبهذه المناسبة، أكد رئيس مجلس جهة الدار البيضاء - سطات، عبد اللطيف معزوز، أن المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا تندرج بشكل مباشر في إطار الاستعدادات لكأس العالم 2030، مذكرا بالتحسن الملحوظ في المؤشرات البيئية المسجلة خلال السنوات الثلاث الماضية، بفضل التدابير الهيكلية، بما في ذلك تخصيص 5.5 مليار درهم لتعزيز شبكة تصريف مياه الأمطار.

كما سلط الضوء على المشاريع الاستراتيجية، التي تم تدشينها أو إطلاقها مؤخرا، من قبيل المركب المينائي، وتطوير خط القطار فائق السرعة، ومشروع القطار الجهوي السريع، وتوسيع مطار محمد الخامس، وإنشاء الملعب الكبير، بالإضافة إلى الاستثمارات المهيكلة في مدن الجديدة، وبرشيد، وبنسليمان، والمحمدية، ومديونة.

من جانبها، قدمت رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، حصيلة تميزت بدينامية قوية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الحضرية لتجهيز المدينة للتظاهرات الرياضية الكبرى المقبلة.

وأشارت إلى تشييد العديد من الأنفاق، وتحديث عدد من الشوارع، وتعزيز المساحات الخضراء، حيث تمت إعادة تأهيل 40 هكتارا على طول الطريق السيار الحضري، و60 هكتارا على الشوارع الرئيسية، وتحويل مكب سيدي مومن السابق إلى حديقة بمساحة 15 هكتارا تستقبل ما يقرب من 4000 زائر يوميا.

كما سلطت الرميلي الضوء على التقدم المحرز في التدبير المستدام للمياه، خاصة تجميع مياه الينابيع وتشغيل محطتين لإعادة استخدام المياه العادمة، اللتان تساهمان في المساحات الخضراء بالطريق الساحلي والعديد من الأحياء، مؤكدة على أهمية محطة تثمين النفايات، المخصصة لإنتاج الطاقة للإنارة العامة والحد بشكل كبير من الحاجة إلى طمر النفايات.

من جانبه، قدم محمد الشوح، مدير الخبرة والابتكار والتنمية المستدامة بالشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أهم الأوراش الحالية في المجال الطرقي، التي يتم تنفيذها لمواكبة كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030، مشيرا في هذا السياق إلى تثليث الطريق السيار المحمدية–برشيد، وتوسيع مفترقي عين حرودة وسيدي معروف، المقرر افتتاحهما هذا الشهر.

كما أعلن عن تسليم يوم 18 نونبر الجاري، الطريق السيار تيط مليل - برشيد، وهو مشروع يمتد على طول 30 كيلومترا بتكلفة 2.5 مليار درهم، وقد تم إنجازه قبل الموعد المحدد بستة أشهر، مؤكدا على الأهمية الاستراتيجية للطريق السيار القاري المستقبلي الدار البيضاء - الرباط، الذي يمتد على طول 60 كيلومترا، والمقرر تسليمه سنة 2028، والذي تتولى تنفيذه بشكل رئيسي مقاولات مغربية.

من جانبه، أكد رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، حميد بن طاهر، على ضرورة جعل الدار البيضاء مكانا حقيقيا للضيافة المتميزة استعدادا للتظاهرات الرياضية الدولية الكبرى.

وأبرز أن المطار وبنيات الاستقبال وجميع الفاعلين الاقتصاديين يجب أن يقدموا للزوار تجربة مثالية، في إطار احترام فن الضيافة المغربي، داعيا، بالمناسبة ذاتها، إلى إنشاء قصر للمؤتمرات متخصص، وفتح مطار الدار البيضاء في وجه الرحلات الجوية منخفضة التكلفة، معنبرا أن ذلك من شأنه أن يحسن نسبة ملء الفنادق، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع.

من جهته، أكد محمد بنعلي، المدير التنفيذي للتكنولوجيا والمعلومات بشركة أورنج المغرب، على أهمية البعد الرقمي في هذه الاستعدادات، مشيرا إلى أن الدار البيضاء مدعوة إلى أن تصبح واجهة وطنية للمدن الذكية.

وذكر بالانتشار الواسع لخدمة الاتصال بالإنترنت (fibre optique) ووصول شبكة الجيل الخامس، التي ستمكن من مواكبة الاحتياجات المتزايدة للمواطنين والشركات والزوار خلال الفعاليات الدولية الكبرى.

وشكل هذا اللقاء مناسبة لتقديم لمحة عامة عن المشاريع الجارية، وفرصة لتأكيد التزام الفاعلين من القطاعين العام والخاص بجعل الدار البيضاء مدينة عصرية مستدامة، مهيأة بشكل كامل لرفع تحديات كأس العالم 2030.