جان-لوك ميلنشون في زيارة إلى المغرب: بين الحنين إلى الماضي و"البراغماتية" السياسية

التحليل والرأي - 07-10-2023

جان-لوك ميلنشون في زيارة إلى المغرب: بين الحنين إلى الماضي و"البراغماتية" السياسية

اقتصادكم/ عبد الحق نجيب 

 


كان متوقعة منذ عدة أسابيع، وتحمل هذه الزيارة للسياسي الفرنسي دلالات عديدة في أكثر من جانب. وقد أشار محيطه بشكل خاص إلى أن "جان-لوك ميلنشون لم يزر المغرب منذ عشر سنوات".

في الواقع، وصل مؤسس حزب "فرنسا الأبية"، جان-لوك ميلنشون، في 4 أكتوبر الجاري إلى المغرب. وكان في جدول أعماله الكثير من الأنشطة: زيارات ميدانية ومؤتمرات ولقاءات مع قادة أحزاب سياسية. حل جان-لوك ميلنشون أولاً في مراكش، قبل أن يتجه نحو جماعة أمزميز التي تعرضت لهزة أرضية عنيفة في 8 شتنبر الماضي.

في اليوم التالي، زار جان-لوك ميلنشون الدار البيضاء حيث ألقى محاضرة في جامعة الحسن الثاني. قال في مقدمة لقائه: "أود أن أعبر عن إعجابي بكل من تحركوا فوراً، وتقدموا للتبرع بالدم بانضباط، والآخرين الذين هرعوا إلى المكان، وكل شخص جاء بمعرفته في انضباط تام للعمل". هذه الكلمات تتجاوب مع تصريحات محيطه الذي أكد أن "ما يهمه قبل كل شيء هو فهم كيفية تكوين التكافل، وكيفية تنظيم السكان للمشاركة في عمليات إعادة الإعمار"، كما أعربت فريدة عمراني، نائبة حزب "لفرنسا الأبية" في "إيسون"، ونائبة رئيس مجموعة الصداقة فرنسا-المغرب. وأضافت: "جان-لوك يأتي للاستماع والتعلم... لا يأتي ليقدم دروسًا".

هذا الموقف المسؤول يأتي كرد فعل على أفعال "الأبوة" التي يمارسها الرئيس إيمانويل ماكرون الذي لا يحظى بشعبية في المغرب. وقد أعلن جان-لوك ميلنشون بوضوح قبل زيارته إلى المغرب، "ليس لدي نية لتحمل مسؤولية أفعال السيد ماكرون". واضحة ولا تترك مجالًا للشك.

وفي هذا السياق، كانت هذه المحاضرة أيضًا فرصة له للترويج لكتابه الأخير "افعل أفضل! نحو الثورة المواطنة". دعوة للتحسين تطرح تساؤلًا حول موقف حزب جان-لوك ميلنشون من الصحراء. هل سيقاطع حزبه دعمه لجبهة البوليساريو؟. هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب الإجابة عليه بوضوح.

بغض النظر عن ذلك، في 6 أكتوبر، ألقى ميلنشون محاضرة ثانية في الرباط، والتقى بعدد من المسؤولين السياسيين المغاربة، بما في ذلك الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بن عبد الله.

اختتمت رحلة جان-لوك ميلنشون في المغرب اليوم السبت، بزيارة خاصة إلى طنجة، مدينة طفولته.

بين الحنين والإعجاب وبعض التساؤلات المشروعة، يمكن اعتبار زيارة جان-لوك ميلنشون ناجحة تماما في انتظار انتهاء الأزمة العميقة التي تعرقل العلاقات بين الرباط وباريس.