منظمة التجارة العالمية تسعى لتحقيق "الأمن الغذائي "على طريقتها

التحليل والرأي - 14-06-2022

منظمة التجارة العالمية تسعى لتحقيق "الأمن الغذائي "على طريقتها

اقتصادكم ـ شعيب لفريخ

تخوض منظمة التجارة العالمية، مفاوضات جانبية من أجل إبرام اتفاقيات بشأن "الأمن الغذائي"، لإبقاء الأسواق مفتوحة وعدم تقييد الصادرات.

 

وتسعى المنظمة التي تضم 164 عضواً للتوصل إلى اتفاقيتين في اجتماع كبير لوزراء التجارة، خلال هذا الأسبوع في جنيف، بشأن خطوات، لما وصفته المنظمة بـ"تخفيف أزمة الغذاء التي تهدد البلدان الأقل نمواً والأكثر ضعفاً." 

 

وتهم الاتفاقية الأولى، الخروج بإعلان، لإبقاء الأسواق مفتوحة، وعدم تقييد الصادرات، وزيادة الشفافية؛ في حين، تتعلق الاتفاقية الثانية، باتخاذ قرار ملزم، بعدم تقييد الصادرات.

 

المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية، قال خلال مؤتمر صحفي، أن أعضاء المنظمة عبّروا عن دعم واسع لكلا النصين، باستثناء مصر والهند وسريلانكا، مضيفاً أنَّ تنزانيا التي كانت مترددة في السابق قررت الموافقة على النصين.

 

من جهة أخرى، قال صندوق النقد الدولي إنَّ حوالي 30 دولة فرضت قيوداً على صادرات الغذاء والطاقة وسلع أخرى، من بينها الهند التي فرضت قيوداً على القمح.

 

والدول التي فرضت قيودا على الصادرات، جاءت بسبب احتياجاتها الداخلية لإطعام سكانها، لأن تصدير موادها الفلاحية، والتي هي أصلا محتاجة إليها، لا تمكن عائداتها من العملة الصعبة لإعادة شراء احتياجاتها الغذائية من جديد، وذلك على ضوء الارتفاع الحاد في الأسعار الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا.

 

 
مصر وسريلانكا، المستوردان للغذاء، طلبا إقراراً من المنظمة، بأنن قدرتهما على تصدير الغذاء قد تكون محدودة، أما الهند، فتريد أن تسمح منظمة التجارة العالمية للدول النامية بالاحتفاظ بمخزونات المواد الغذائية دون مواجهة عقوبات.

 

ولدعم مسعى منظمة التجارة العالمية، تحركت الآلة الأممية، حيث دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، أعضاء منظمة التجارة العالمية في اليوم الإثنين إلى الامتناع عن فرض قيود على صادرات المواد الغذائية الأساسية إلى الدول المعرّضة للخطر وبرنامج الأغذية العالمي.

 

أفريقيا الغنية المبددة ثرواتها، استوردت في عام 2020 حوالي 80% من غذائها و92% من الحبوب، حسب احصائيات الأمم المتحدة، وهو ما يطرح بشأنه السؤال، عن السياسات الزراعية وعن الصادرات.

 

 
 
الرئيس الإيفواري الحسن واتارا في كلمة له اليوم، أمام منتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا الذي تحتضنه العاصمة أبيدجان، وهو اجتماع  اقتصادي يضم 1500 من رجال الأعمال وصناع القرار السياسي، عبرعن قلقه إزاء "ارتفاع التضخم وخطر النقص في العديد من المنتجات مثل القمح في إفريقيا". 
 
 
وأكد واتارا، على أن ارتفاع التضخم "يدفع الحكومات والشركات إلى إعادة تقييم اعتمادها على الشبكات الدولية، ويجعل في الواقع العولمة ومفهوم التجارة العالمية موضع تساؤل"، مردفا أن هذا الوضع  "زاد حدة بسبب الأزمة في أوكرانيا".
 
 
أما في مصر، بلد النيل، الذي يستورد مجمل احتياجاته الغذائية، وفي مقدمتها القمح من الخارج، فقد حصلت قناعة لدى قادتها، خاصة بعد الحرب الأوكرانية، بإعادة النظر في السياسيات الزراعية الحالية من خلال دعم الإنتاج المحلي البديل، للحماية من تقلب أسعار السلع الأساسية التي تختفي من الأسواق الخارجية، وذلك بغية تحقيق الأمن الغذائي.
 
فالسيادة، تمنح الحق للدول في تحقيق اكتفائها الذاتي، وضمان أمنها الغذائي، أما التجارة الدولية، فهذا شيء آخر.