بورصة الدار البيضاء: فك شفرة الدينامية الصاعدة المتواصلة

البورصة - 10-02-2025

بورصة الدار البيضاء: فك شفرة الدينامية الصاعدة المتواصلة

اقتصادكم

 

بعد أن حققت مكاسب تجاوزت 10% منذ بداية العام، أثبتت بورصة الدار البيضاء قوتها كسوق يشهد إقبالاً متزايداً على المخاطرة، ويعود السبب الرئيسي وراء هذا الزخم لإعادة توزيع استثمارات ضخمة نحو الأسهم، مدفوعة بانخفاض أسعار الفائدة وارتفاع توقعات الأرباح. الهدف المبدئي المتمثل في 18 ألف نقطة، الذي كان يبدو هدفا متفائلاً في نونبر الماضي، أصبح الآن حديث السوق، ولكن هل سيظل الطريق إلى هذا الرقم مستقراً؟ 

دور القطاعات والتحكيم بين المستثمرين

يرجع التسارع الكبير الذي شهدته السوق إلى تحولات في القطاعات واستراتيجيات التحكيم من قبل المستثمرين المؤسساتيين. إذ أدى الانخفاض التدريجي في أسعار الفائدة، إضافة إلى السيطرة على السياق التضخمي، إلى توجيه مديري الأصول لتقليص تعرضهم لسوق السندات لصالح الأسهم. كما يلعب المستثمرون الأفراد دوراً مهماً في دمقرطة سوق الرساميل.

وفي هذا السياق، يشير طارق عميار، المؤسس الشريك لـ"Africa Financial Investment"، إلى أن "السوق يتوقع سياسة نقدية أكثر تيسيراً من بنك المغرب، مع احتمال انخفاض أسعار الفائدة في الأمد المتوسط. لذا، من الطبيعي أن تتجه تدفقات رأس المال نحو سوق الأسهم، حيث استجاب المستثمرون بشكل مزدوج: من خلال علاوة المخاطر على الأسهم وتوقعات الأرباح المرتفعة".

هل السوق مبالغ في قيمته؟

إحدى الأسئلة الكبرى التي يطرحها المستثمرون الآن هي ما إذا كان السوق قد أصبح مبالغاً في قيمته. بعد هذا الارتفاع الكبير، هل بدأ مؤشر مازي في إظهار علامات فقدان الزخم أم لا يزال جذابًا؟ أحد المؤشرات التي تراقبها "Africa Financial Investment" هو الفجوة بين نمو القيمة السوقية للأسهم ونمو لناتج المحلي الإجمالي الاسمي (إجمالي السلع والخدمات المستهلكة اعتماداَ على الأسعار الجارية دون الأخذ في الحسبان تأثير التضخم أو انكماش الأسعار). في مارس 2024، أظهر هذا المؤشر أن السوق المغربي لم يكن مبالغًا في قيمته بعد. ومع نهاية العام، وصل المؤشر إلى مستويات متطرفة ثم تراجع إلى قيم أكثر اعتدالًا، بالإضافة إلى ذلك هناك مؤشر آخر مهم هو نسبة السعر إلى الأرباح لمدة 12 شهرًا قادمة، حيث لا يزال السوق في متوسطه التاريخي دون أي تجاوزات مضاربية.

نظرة تفاؤلية للأرباح والنمو

يؤكد جيروم بومنجل، الخبير في تحليل البورصة، أن السوق ارتفع لكنه لا يزال في نطاق منطقي من حيث الأسعار، طالما أن الأرباح تواصل النمو. وتوقع المحللون نموًا متوسطًا بنسبة 5% في حجم الأعمال و10% في النتائج الصافية لعام 2024. الأهم من الأرقام المطلقة هو الزخم الذي يلاحظه المستثمرون، حيث عادت الأرباح المتوقعة، التي تراجعت في عام 2023، إلى المنطقة الإيجابية. وهذا يُعد إشارة قوية تدعم الاتجاه الصعودي للسوق.

18000 نقطة: هدف ممكن؟

في نونبر 2024، توقعت "Africa Financial Investment" أن يصل مؤشر مازي إلى 18 ألف نقطة، وهو ما كان مفاجئًا آنذاك، ولكن مع اقتراب المؤشر من مستوى 16,500 نقطة، أصبح هذا الهدف الآن ملموساً. إلا أن الطريق إلى 18 ألف نقطة لن يكون خطيًا، حيث يمكن حدوث تراجعات قصيرة الأجل. 

النظرة التقنية للمستقبل

من الناحية التقنية ، لا يمكن استبعاد حدوث تصحيح قصير المدى، فقد انخفض مؤشر المشاركة (الذي يقيس نسبة القيم المتزايدة) من 90% في نهاية 2024 إلى 70% حاليًا. إذا استمر هذا الانخفاض ليصل إلى ما دون 50%، فإن هذا قد يشير إلى تصحيح أكثر وضوحًا، حيث يضيف الخبير جيروم بومنجل "تُقاس قوة الاتجاه بمشاركة السوق، فإذا ارتفع المؤشر بينما انخفض عدد الأسهم المتزايدة، فهذا يشير إلى هشاشة في الاتجاه".

أسعار الفائدة تدعم سوق الأسهم

إذا استمر مؤشر مازي في الحفاظ على زخمه، فإن ذلك يعود أيضًا إلى انخفاض عائدات السندات، فقد دخل معدل الفائدة لمدة 10 سنوات في اتجاه هبوطي ملحوظ منذ عام 2024، مع تقاطع هبوطي لمتوسطاتها المتحركة، مما يعزز جاذبية الأسهم مقارنة بالسندات، وفي هذا السياق يقول المتحدث ذاته "عندما تتجه الأسعار نحو الانخفاض، يستفيد سوق الرساميل من هذا الدعم الميكانيكي"، وبالتالي، طالما استمر خفض أسعار الفائدة وظلت توقعات الأرباح إيجابية، فإن السوق سيظل لديه مجال للتحسن.

عن Boursenews بتصرف