اقتصادكم_حنان الزيتوني
صادقت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين (ANME)، خلال جمعها العام المنعقد يوم أمس الخميس، بالإجماع على تقريرها الأدبي والمالي، في خطوة عكست التوافق الكبير حول حصيلة عملها، والمكانة التي باتت تحتلها كمكون أساسي في المشهد الإعلامي الوطني. التقرير كشف عن توجه استراتيجي يستند إلى رؤية إصلاحية عميقة، تستحضر الإكراهات الاقتصادية والرقمية التي يواجهها القطاع، وتضع التنظيم الذاتي في قلب الحلول الممكنة.
مرافعة اقتصادية وتنظيمية
وحسب التقرير الذي اطلع "اقتصادكم" على نسخة منه، فمنذ تأسيسها في 19 يونيو 2020، راهنت الجمعية على بناء إطار مهني متماسك يضم أبرز المنابر الصحفية المغربية، المكتوبة والرقمية، وكذا الإعلام السمعي. وقد جعلت من تحديث المقاولات الإعلامية وتوفير شروط الاشتغال اللائق للموارد البشرية، رافعتين أساسيتين لتحقيق توازن اقتصادي للمؤسسات الصحافية، في ظل بيئة متغيرة وتحديات رقمية متسارعة.
وأوضح التقرير أن الجمعية واجهت جملة من التحديات المتشابكة، أبرزها تراجع الموارد المالية، وبطء الانتقال الرقمي المنظم، وهيمنة "GAFA" على سوق الإعلانات. كما نبه التقرير إلى تفشي المحتوى العشوائي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتزايد حالات انتحال الصفة، ما خلق فوضى إعلامية تتطلب ضبطًا قانونيًا وتشريعيا صارما لضمان احترام أخلاقيات المهنة.
دعم الصحافة المهنية
واستعرضت الجمعية في تقريرها حجم الاشتغال الترافعي الذي قامت به خلال الفترة الماضية، سواء عبر المطالبة بإصلاح التشريعات، أو بالدفاع عن الصحافة الوطنية في مواجهة الهجمات الخارجية. وأكدت الجمعية موقفها الثابت في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، ورفضها لما وصفته بـ"التحامل الإعلامي" من منابر دولية، منها "هيومن رايتس ووتش"، و"لوموند"، و"مراسلون بلا حدود".
وفي السياق القانوني، توقف التقرير عند قانوني 26.25 و27.25، اللذين اعتبرا نقلة نوعية في تعزيز استقلالية المجلس الوطني للصحافة، وتأطير الصحافيين المهنيين في إطار مؤسساتي يحترم الدستور والالتزامات الحقوقية للمغرب. كما انخرطت الجمعية في ورشات تشاركية لتفعيل قانون التوزيع، بهدف دعم الصحافة الورقية وتحقيق العدالة في تمويلها.
وضمن استراتيجية التكامل المؤسساتي، عقدت الجمعية سلسلة لقاءات مع شركاء مثل الـONCF والخطوط الملكية المغربية، لتمكين المهنيين من تسهيلات خدمية. كما نظمت لقاءات مع منظمات مهنية كـ UACC وGAM، لتبادل التجارب، ومواجهة التحديات المشتركة، خصوصا تلك المرتبطة بالتحول الرقمي وتحديات السوق الإعلاني.
تنظيم الإعلام الرياضي
وشكل الإعلام الرياضي أحد المحاور البارزة في التقرير، حيث تحدث عن إصدار "بطاقة الملاعب" لتحسين ظروف تغطية المباريات، وتوقيع اتفاقية شراكة مع العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية. كما نظمت الجمعية تغطيات دولية للصحافيين في عدة تظاهرات رياضية بارزة، من بينها نهائيات كأس الكاف، وكأس العالم لكرة الصالات، ومونديال الأندية.
ورغم حدة التحديات، يرى التقرير أن ما تحقق من تراكمات يمثل قاعدة صلبة للبناء عليها. وأكدت الجمعية التزامها بالاستمرار في التنسيق مع كافة المتدخلين لتطوير القطاع، على أساس احترام حرية التعبير، وضمان الحقوق الاقتصادية والمهنية للعاملين في الإعلام. وأشارت إلى أن مستقبل الصحافة المغربية مرهون بخلق إرادة جماعية واعية، قادرة على إعادة الاعتبار للمهنة، وضمان استقلاليتها واستدامتها.