تحذيرات من تدهور خطير في المياه الجوفية وسط موجة حر غير مسبوقة بالمغرب

الاقتصاد الوطني - 17-07-2025

تحذيرات من تدهور خطير في المياه الجوفية وسط موجة حر غير مسبوقة بالمغرب

اقتصادكم - حنان الزيتوني 

يشهد المغرب خلال هذا الأسبوع من شهر يوليوز الجاري موجة حر شديدة نتيجة تمدد المنخفض الصحراوي نحو المناطق الداخلية والوسطى، ما ساهم في تسجيل درجات حرارة فاقت المعدلات الموسمية المعتادة. وبلغت الحرارة ذروتها في عدد من الأقاليم، إذ تراوحت ما بين 42 و47 درجة مئوية بالسهول الداخلية الوسطى والجنوب الشرقي وداخل الأقاليم الجنوبية، فيما بلغت ما بين 39 و43 درجة بالمناطق الشمالية الداخلية وهضاب الفوسفاط، في حين استقرت بين 23 و30 درجة بالمناطق الساحلية والأطلس الكبير.

تغير مناخي مستمر

وفي هذا السياق، أكد محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، في تصريح لموقع اقتصادكم، أن ”هذه الموجة لا تعد استثناء، بل تندرج ”ضمن واقع مناخي جديد يجب التأقلم معه.

 وأوضح أن “درجات الحرارة سترتفع بشكل متزايد عاما بعد عام، ما دام العالم لم يحقق أهداف اتفاق باريس للمناخ، وما زال يعتمد بشكل كبير على الطاقات الأحفورية".

وأضاف المتحدث أن “الاحتباس الحراري يسرع من تبخر مياه السدود والأحواض الفلاحية، ويزيد من استنزاف الموارد المائية، خصوصا في فصل الصيف الذي يشهد ضغطا كبيرا على الطلب”.

 وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يفاقم اختلال التوازن في توزيع المياه بين مختلف الاستعمالات، ويؤثر سلبا على الأمن المائي للبلاد.

 

فرشات مائية في خطر

وشدد بنعطا على أن الأزمة المائية في المغرب لا تزال قائمة رغم التحسن النسبي في نسبة ملء السدود مقارنة بالعام الماضي، محذرا من أن “الفرشات المائية في معظم مناطق المغرب، من سوس إلى الشرق، باتت تنخفض بأكثر من 100 إلى 120 مترا، وهو مؤشر مقلق على التراجع الكبير للمياه الجوفية".

ودعا إلى التعجيل بتفعيل عدادات لمراقبة استهلاك المياه الجوفية وتشديد مراقبة حفر الآبار غير المرخصة، مشيرا إلى أن الاستنزاف المتزايد لهذا المورد الحيوي يؤدي إلى نضوب العيون وارتفاع الاعتماد على السدود التي تعاني بدورها من التوحل، مما يحد من قدرتها الاستيعابية.