خبراء يحددون أولويات المغرب لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية

الاقتصاد الوطني - 20-03-2023

خبراء يحددون أولويات المغرب لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية

اقتصادكم

أكد المشاركون في ورشة عمل استشارية حول العمل المناخي في المغرب، اليوم الاثنين بالرباط، على أن التخفيف والتكيف أصبحا في مقدمة الأولويات لمواجهة مختلف تأثيرات التغيرات المناخية في المغرب.

وشدد المشاركون، خلال هذه الورشة، التي تناقش مسألة التحسيس بالتغير المناخي، والتعليم وإشراك صناع القرار والمسؤولين على المستويين المحلي والوطني من أجل مجتمع أكثر مرونة، على ضرورة وضع استراتيجيات ملائمة ترتكز على معلومات علمية من أجل مجابهة الهشاشة المتنامية بالمغرب بسبب آثار الاحتباس الحراري.

وسجلوا أن هذا الاحتباس الحراري أضحى واقعا يتعين التكيف معه، من خلال التقليص من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتكيف مع آثاره، بالإضافة إلى التواصل الجيد بشأن هذه الإشكالية من أجل تقليص تأثيراتها الضارة بالساكنة الأكثر هشاشة.

وبهذه المناسبة، قدمت نائبة رئيس فريق العمل الأول لمجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ، فاطمة الدريوش، لمحة عامة حول آثار تغير المناخ في المغرب، لا سيما على القطاعات الأكثر هشاشة، في إشارة إلى الفلاحة والماء والصيد البحري والغابات والصحة، داعية إلى اعتماد مقاربات واستراتيجيات تدرج التغيرات المناخية كعامل خطر.

وشددت الدريوش، في هذا الصدد، على أهمية اعتماد أساليب ناجعة للتكيف من أجل تقليص المخاطر المتعلقة بتغير المناخ، إدماج نظم الإشعار المبكر، بالإضافة إلى تعزيز قدرات صناع القرار في تدبير المخاطر وتقاسم المعارف.

من جانبه، أشار إدريس وازار، العضو المقيم في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، إلى أن هذا الاجتماع يهدف إلى تحديد أهم الإجراءات لمواجهة تحديات تغير المناخ على جميع المستويات.

شدد أوزار على أهمية تطوير استراتيجيات تعزز التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، والتكيف مع آثار التغيرات المناخية.

كما دعا إلى تطوير البحث العلمي حول مقاييس التكيف التي تجعل من الممكن تقييم قابلية التأثر والمخاطر والمرونة أو تأثيرات المناخ، لتتبع تنفيذ الاجابات المتكيفة وقياس نتائجها والمساعدة في توجيه التمويل بشكل أفضل وتحديد الفوائد المحتملة لاستثمارات التكيف.

من جانبه، أشار مدير مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المغرب، خوان كارلوس رودريغيز، إلى أن هذه الورشة تمثل فرصة سانحة لمناقشة تأثير التغيرات المناخية على الساكنة الهشة، لا سيما النساء والشباب المهمشين وكذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشار إلى أن "حكومة المغرب والأطراف المعنية الأخرى ملتزمون بتعزيز العمل المناخي ونحن الآن بحاجة إلى التأكد من أن هذه الإجراءات لن تترك أي شخص يتخلف عن الركب".

وقالت الدكتورة ألونا باشي، مسؤولة بمكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية- الشرق الأوسط، "ضمنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المغرب، بتعاون مع الحكومة المغربية، متابعة استراتيجية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الجديدة بشأن تغير المناخ للفترة 2022-2030".

وأوضحت باشي أنه في هذه الاستراتيجية الجديدة، اختارت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية العمل مع الساكنة الأكثر تضرر ا من تغير المناخ، وضمنها النساء ، مشيرة إلى أن العمل عبر القطاعات بشأن تغير المناخ يجب أن يدمج الجوانب المختلفة المتعلقة بالأمن الغذائي والأمن المائي والتعليم. والنمو الاقتصادي والحكامة المحلية.

وقالت "يسعدنا أن نرى أن الحكومة المغربية تضرب المثل في هذا المجال، ليس فقط للمغرب، ولكن أيضا لشمال إفريقيا وأفريقيا بشكل عام".

ويتضمن برنامج هذا الحدث، الذي يتواصل على مدى يومين، أربع حلقات نقاش، تهم "ترجمة السياسات الإقليمية والوطنية إلى ممارسات محلية"، و"الممارسات الناجحة للترافع بشأن تغير المناخ والحكامة والتكيف لصالح المجتمعات الهشة" و"الآثار وإجراءات تغير المناخ - المياه والأمن الغذائي"، و"نحو اقتصاد أكثر اخضرارا".