اقتصادكم
بدأ العد العكسي لاحتفالات رأس السنة الميلادية، والتي تعرف إقبالا متزايدا على المغرب كوجهة سياحية مفضلة للكثير من النجوم والمشاهير عبر العالم، الذين يتوافدون على المملكة للاستمتاع بعطلة نهاية السنة.
وتأتي احتفالات هذه السنة بعد سنتين من جائحة كورونا والقيود التي فرضتها على السفر بالعالم، وظهور مؤشرات جيدة على تعافي القطاع السياحي واستعادة نشاطه في الأشهر الماضية، ما يعزز من طموح المهنيين في تحقيق دفعة جديدة للقطاع بهذه المناسبة.
يرى لحسن زلماط، رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، أن الإقبال على المغرب كوجهة سياحية بمناسبة رأس السنة، كان دائما ما يكون كبيرا سواء محليا أو دوليا.
وأضاف زلماط في حديث مع "اقتصادكم" حول توقعات المهنيين للمكاسب التي يمكن تحقيقها بمناسبة رأس السنة، "نلاحظ بعض الوجهات كمراكش وأكادير وطنجة، في هذه الفترة من السنة تكون جميع الفنادق ممتلئة، وهناك وجهات أخرى لا تستفيد من هذه الدينامية التي يعرفها القطاع السياحي خلال هذه الفترة من السنة".
وسجل زلماط أن قطاع السياحة بالبلاد يشهد بصفة عامة «انتعاشة ما بعد أزمة كوفيد لكنها ليست %100، ونلاحظ أن هناك تزايد الطلب على السياحة الداخلية إلا أن الإشكال الذي يعيشه القطاع هو انعدام التوازن بين الجهات على مستوى البنيات التحتية".
وشدد زلماط على أن المغرب كوجهة سياحية في رأس السنة يعرف "إقبالا لابأس به، وهذه من الامتيازات التي يتمتع بها المغرب والطلبات موجودة، لكن هناك إكراهات"، وزاد موضحا "لا يعقل أن نجد جهة هناك تسويق لها وعمل وبنيات تحتية مهمة تستقطب السياح، بينما هناك وجهات أخرى بنياتها التحتية ضعيفة ومتهالكة وحتى لو فكر السياح في زيارتها للأسف لن يجدوا البنيات التحتية اللازمة لاستضافتهم وهذا إكراه كبير".
وزاد زلماط موضحا أن "هناك نقص في الاستثمار وهناك نقص في الرغبة في إعطاء تلك الوجهات السياحية الأحقية والمكانة التي تستحقها، رغم ما تزخر به من مؤهلات سياحية"، مؤكدا أنه حان الوقت ليشتغل المسؤولون على هذا الملف، وإعطاء وجهة المغرب ما تستحقه.
وسجل الفاعل السياحي ذاته، بأن التفكير ينبغي أن يكون جدي في إعطاء كل الجهات القيمة السياحية التي تتمتع بها، حتى نتمكن من أن نصل إلى هدف 26 مليون سائح الذي تروم خارطة الطريق التي أعلنت عنها وزيرة السياحة بلوغه في أفق 2030.
وتابع زلماط: "لا أعتقد أن المغرب بوجهة واحدة كمراكش وأكادير لوحديهما سيكون قادرا على استقطاب هذا الرقم، إذا لم تقم الحكومة بإنصاف الجهات كلها كجهات فاس-مكناس والشرق ودرعة تافيلالت وهي كلها تزخر بمؤهلات سياحية مهمة، لكن بنياتها التحتية الفندقية شبه منعدمة أو متهالكة، مقارنة مع باقي الجهات".