اقتصادكم-حنان الزيتوني
كشف شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط، أن المغرب لم يجر بعد دراسات استشرافية دقيقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، لكنه أشار إلى إمكانية تقدير أثر هذه التكنولوجيا مستقبلا باستغلال بيانات التوظيف والتوزيع المهني المتوفرة في الإحصاءات الوطنية، والاستعانة بالمنهجيات المعتمدة دوليا، وأوضح بنموسى أن التأثير لن يكون بالضرورة في شكل فقدان الوظائف، بل في تحول طبيعة العديد منها، خصوصا الوظائف الإدارية ووظائف الخبرة.
وأضاف بنموسى في تصريح لموقع "اقتصادكم" على هامش المؤتمر العاشر لهيئة الخبراء المحاسبين بالمغرب، الذي نظم يوم أمس الخميس 13 نونبر الجاري بالرباط، أن الذكاء الاصطناعي يمتاز بالقدرة على التعلم الذاتي ومعالجة كميات ضخمة من البيانات غير المهيكلة، بما في ذلك البيانات الحوارية والصورية ومصادر متنوعة، ما يجعل تأثيره على الوظائف المعرفية أكبر مقارنة بالثورات التكنولوجية السابقة التي ركزت على الأتمتة الجزئية.
وأشار إلى أن الدراسات الدولية تتوقع أن نحو ربع الوظائف قد تتأثر بالذكاء الاصطناعي، دون أن يستبدل العمل البشري، بل ستعاد صياغة طبيعة هذه الوظائف لتعزيز التفاعل بين الإنسان والآلة.
وعلى المستوى الوطني، أكد بنموسى أن المغرب يمتلك عبر بيانات التعداد العام للسكان والسكن لسنة 2024 القدرة على تحليل طبيعة الوظائف من حيث المؤهلات والكفاءات، ما يمكن من إجراء توقعات مستقبلية دقيقة حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن بيانات التوظيف الوطنية سيتم تحديثها بداية 2026 لتشمل موضوعات جديدة، مثل الوظائف المرتبطة بالرقمنة والذكاء الاصطناعي والبيئة وغيرها من القطاعات المتغيرة.
وشدد المندوب السامي للتخطيط على أن الذكاء الاصطناعي سيخلق أيضا فرص عمل جديدة ويعزز الإنتاجية، مع ضرورة الانتباه للفجوة بين الشركات الكبيرة والصغيرة في القدرة على تبني التكنولوجيا، مؤكدا الحاجة لدعم المؤسسات الأصغر للاستفادة من هذه الثورة الرقمية.
وأكد بنموسى على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لتحسين الإنتاجية، بل يشكل محركا لتحول شامل في العمليات الاقتصادية والإدارية وحكامة الدولة، مما يجعله فرصة استراتيجية لتعزيز نموذج التنمية الوطني بشكل شامل ومستدام.