كيف أصبحت الدراجات النارية محركا للاقتصاد وأداة إنتاج في مراكش والنواحي؟

الاقتصاد الوطني - 11-12-2025

كيف أصبحت الدراجات النارية محركا للاقتصاد وأداة إنتاج في مراكش والنواحي؟

اقتصادكم – عبد الصمد واحمودو

 

في حياتنا اليومية، وأثناء استخدامنا للشوارع والطرقات، نصادف الكثير من الدراجات النارية يوميا، حيث تعتبر وسيلة تنقل لفئة واسعة من الناس الذين يستعينون بها لقضاء أغراضهم اليومية.

لا ينكر أحد أن مدينة مراكش معروفة بكثرة الدراجات النارية، حيث يلجأ سكانها إلى استخدامها كوسيلة سلسة في تنقلاتهم، سواء داخل المدينة أو في المناطق المجاورة، التي ينتقل بعض سكانها إلى المدينة بحثا عن قوتهم اليومي. وفي هذا السياق، تظل الدراجة النارية عاملا أساسيا، لا مستغنا عنه في التنقل نحو العمل أو أثناء ممارسة نشاط تجاري لفئة واسعة من ممتلكيها.

الدراجة النارية كأداة إنتاج

ويرى الكاتب والباحث عبد الصمد الكَباص، في تصريح لـ"اقتصادكم"، أن "مجموعة من الناس الذين يعيشون في مناطق مثل أمزميز وأيت أورير وويرغان التابعة لإقليم الحوز، ومناطق أخرى مثل سيدي بوعثمان، يتنقلون للعمل في المدينة، وأغلبهم حرفيون يسكنون هذه المناطق. هذا يعني أن الدراجة النارية بالنسبة لهم ليست مجرد وسيلة للتنقل، بل أداة إنتاج يعتمدون عليها بشكل يومي".


ويتجلى دور الدراجة كأداة إنتاج حسب عبد الصمد الكَباص: " في أصحاب الدراجات الذين يزاولون أنشطة تجارية أو خدماتية من خلال توظيف دراجاتهم، مثل نقل الخضر أو السلع أو توزيع الخبز وغيرها. فالدراجة بالنسبة لهم وسيلة للإنتاج وتأمين الدخل، وليست وسيلة نقل فقط. وبالتالي، فإن حرمانهم منها يؤدي إلى توقف النشاط الاقتصادي للأسرة بالكامل، وهذا أمر واقع ومفهوم".

استعمالات ترفيهية للدرجات النارية

وفي المقابل، يرى المفكر عبد الصمد الكَباص أن "هناك فئة أخرى من الناس تستعمل الدراجات النارية لأغراض ترفيهية أو تنقلات غير أساسية، خصوصا في مراكش، وهذه الفئة هي التي تخلق جزءًا كبيرًا من المشكلة".

وأضاف الباحث أن "مع التحولات الاجتماعية، وخاصة الرقمية، ازدادت أهمية الدراجة النارية بشكل كبير. فاليوم، أصبحت أغلب الخدمات رقمية مثل طلب الأكل، الأدوية، وأداء الفواتير… وهذا كله أَنتج قطاعا اقتصاديا جديدا يمكن تسميته قطاع “التوصيل”، وهو ما أعطى للدراجة النارية قيمة أكبر باعتبارها وسيلة إنتاج أساسية".

كما أشار الكاتب إلى أن "مدينة مراكش، رغم ما تضمه من قصور وفنادق فخمة ومرافق استقبال راقية، فهي في الأصل عاصمة للأسر البسيطة والفقيرة التي تعيش على هامش التنمية، ونادرا ما تحصل على نصيبها من الثروة المنتَجة في الجهة. هذه الفئات لا تستطيع غالبا امتلاك سيارة، ووسائل النقل العمومي ضعيفة وضعيف الجودة، لتبقى الدراجة النارية الوسيلة الوحيدة للتنقل".

تكلفة متعددة الأوجه لظاهرة الدراجات النارية

تأسف عبد الصمد الكَباص في حديثه حول ظاهرة الدراجات النارية، قائلا: "إن الظاهرة لها تكلفة متعددة الأطراف، حيث تتسبب في تلوث البيئة، بالإضافة إلى الإزعاج الصوتي للناس، كما أن الكلفة الأكبر والأخطر، هي حوادث السير، التي يكون ضحاياها غالبا أصحاب الدراجات النارية السريعة، خصوصا الصينية الصنع ذات الجودة الضعيفة".