ما مصير الكسابة بعد إلغاء شعيرة الأضحية؟

الاقتصاد الوطني - 01-03-2025

ما مصير الكسابة بعد إلغاء شعيرة الأضحية؟

اقتصادكم - إيمان البدري


بسبب انخفاض عدد رؤوس الماشية والأغنام في المملكة إلى حوالي 38% خلال سنة 2025، جرّاء توالي سنوات الجفاف، أهاب الملك محمد السادس بعموم الشعب المغربي بعدم إقامة شعيرة عيد الأضحى لهذا العام، نظرا للتحديات القائمة.

وبعد الإعلان عن إلغاء هذه الشعيرة، تساءل العديد من المهنيين في القطاع حول مصير الكسابة إذ تعتبر تربية المواشي وبيع الأضاحي من المصادر الرئيسية لدخل العديد منهم. فما تأثير هذا القرار على مستقبلهم؟ وكيف سيتعامل الكسابة مع هذا التغيير الكبير في موسم كان يُعدّ موسماً مربحاً ومهماً لهم؟

وفي هذا الصدد، أكد سعيد الشطبي، المدير العام للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في تصريح لموقع "اقتصادكم" أن قرار عدم إقامة شعيرة الأضحية خلال هذه السنة، هدفه، كما جاء في الرسالة الملكية، هو تخفيف الضرر ورفع الحرج على فئات كبيرة من المواطنين خصوصا ذوي الدخل المحدود، وهذا جانب إنساني واجتماعي عهدناه دائما في أمير المؤمنين.

من جهة أخرى، أضاف الشطبي، أنه هناك مربي الماشية (الأغنام و الماعز) الذين اشتغلوا لمدة 7 أو 8 أشهر من أجل إعداد الماشية لشعيرة عيد الأضحى وبدلوا مجهـود مادي كبير في ظل الجفاف وغلاء أسعار الأعلاف، وهناك من لجأ إلى المديونية من أجل تغطية مصاريف إعداد الأضاحي، مشيرا إلى أن هؤلاء الكسابة يتعين في الوقت الراهن مواكبتهم ودعمهم من طرف الوزارة الوصية على القطاع من خلال تدابير مستعجلة من أجل التخفيف أو تفادي الآثار السلبية المحتملة على المربين وكذلك من أجل الحفاظ على القطيع المنتج وتعزيزه وضمان استمراريته للسنوات المقبلة حتى استعادة التوازن وتحقيق وفرة الإنتاج والاكتفاء الذاتي من الأضاحي في السنة المقبلة .  

ويرى المتحدث ذاته، أن من الاجراءات المستعجلة، يجب توفير الاعلاف المدعمة بشكل كبير وسريع لمربي الماشية لمساعدتهم على تحمل تكاليف صيانة القطعان المرتفعة حالياً، وبذلك تفادي الزج بأعداد كبيرة إلى الأسواق في وقت وجيز الشيء الذي قد يؤدي إلى إنهيار أسعار الماشية وبالتالي التسبب في خسائر كبيرة لمربي الماشية ناهيك عن مخاطر استنزاف القطيع المنتج أي النعاج والخرفان التي كانت موجهة للإنتاج.

بهذه التدابير، اعتبر الشطبي أنه سيصبح من الممكن إخراج رؤوس الماشية التي كانت معدة لعيد الأضحى تدريجياً إلى الأسواق من أجل توفير اللحوم لدى الجزارين بأثمان معقولة دون الاضرار بالمربين، كما يمكن للسلطات الوصية على القطاع تخصيص دعم مباشر للإناث الكبار من الأغنام والماعز من أجل الحفاظ على القطيع المنتج للسنة الموالية.