اقتصادكم- عبد الصمد واحمودو
يترقب العديد من محبي الفواكه الحمراء موسم دخولها إلى الأسواق المغربية، إذ يُفضل معظم الناس استهلاكها بدل باقي الفواكه الأخرى المتاحة طوال السنة، خصوصا الفراولة والتوت بمختلف أنواعه. لكن في الوقت الحالي ما تزال عملية الإنتاج في مراحلها الأولية، ولا توجد أي مؤشرات حول الوفرة أو الأسعار التي قد تُطرح بها هذه المادة الغذائية في الأسواق، خاصة أن موسم الجني سيتزامن مع شهر رمضان، الذي يعرف إقبالا كبيرا من المغاربة على استهلاك الفراولة واستعمالها في إعداد العصائر.
توقعات المهنيين حول الموسم الفلاحي
لتقريب المستهلك المغربي من وضعية الإنتاج في المناطق المعروفة بهذا النشاط الفلاحي، أوضح أمين بناني، رئيس جمعية منتجي الفواكه الحمراء، لـ"اقتصادكم" أن "ما يظهر إلى حدود الساعة هو أن هذا الموسم الفلاحي سيكون في مستوى عادي، وقد تكون بعض المناطق أقل إنتاجا مقارنة بالسنة الماضية، لكن لا يمكننا الجزم بأي شيء في الوقت الحالي، لأننا نعتمد بشكل كبير على الظروف المناخية، التي قد ترفع الإنتاج أو تقلصه، نظرا للدور المؤثر الذي تلعبه هذه العوامل على مردودية الزراعات".
وأضاف: "لا يمكن، في هذا الوقت بالذات، تحديد ما إذا كان الموسم سيكون جيدا أم أقل من المعتاد. ومع ذلك، فإن المؤشرات تظهر أننا نسير بشكل طبيعي، وأن المردودية ستكون، بحول الله، مماثلة للسنوات الماضية".
ولفت المصدر ذاته إلى أن "المنتجين يهدفون إلى توفير منتجات تستجيب للمعايير الدولية للجودة والسلامة الغذائية للمستهلك المغربي، وحتى المنتجين الذين يمارسون هذا النشاط منذ سنوات عديدة، قد يواجهون صعوبات إذا ظهرت روائح غير طبيعية أو حدثت تأثيرات مناخية مفاجئة. ومع ذلك، تبقى منتجات الفواكه الحمراء عموما في متناول المستهلك".
وأشار المتحدث في تصريحه لـ "اقتصادكم" أيضا إلى أنه "خلال هذا العام قد تكون كمية الفراولة أقل من المعتاد، غير أن المنتجين يحاولون بذل كل الجهود للمحافظة على مردوديتهم وضمان توفر الفراولة في السوق للمستهلك".
توقعات بتحقيق إنتاج متوسط لمادة التوت البري
في سياق متصل، يرى ياسين بن عائشة، وهو من كبار الفلاحين في منطقة مولاي بوسلهام، أن "إنتاج الفواكه الحمراء، وبالأخص التوت البري، "الفرامبواز"، خلال هذه الفترة الأخيرة من سنة 2025 يعد إنتاجا متوسطا، ولا توجد وفرة كبيرة، خصوصا في التوت البري. أما الأسعار، فهي تُحدّد حسب الصنف، وتتراوح بين 80 و120 درهمًا للكيلوغرام، وذلك وفق جودة ونوعية المنتوج".
وأشار ياسين إلى أن "توت الأرض أو الفراولة فهي في بداية موسم الإنتاج، وبما أن هذه السنة ستكون استثنائية نظرًا لتنظيم كأس إفريقيا، فإن الطلب يُتوقّع أن يكون مرتفعا في الفترة المقبلة".
وكشف أن "أسعار الفراولة الطرية الموجهة للتصدير تتراوح حاليًا بين 40 و50 درهمًا للكيلوغرام، وذلك حسب الشركات والمصدّرين".
وأضاف: " الأسواق الدولية، تعرف طلبا كبيرا على الفواكه الحمراء المجمدة، ومن المتوقع أن يزداد هذا الإقبال مستقبلا".
توسع المساحات المزروعة بالفواكه الحمراء
وعلى ضوء هذا الموضوع، كشف العربي زرويل، وهو من صغار الفلاحين بمنطقة مولاي بوسلهام، لـ"اقتصادكم"، أن المساحة المزروعة هذا العام من الفواكه الحمراء تضاعفت بـ1.5 مقارنة بالموسم الماضي، بالنسبة للفلاحين الصغار.
وحول الوفرة وثمن العرض في السوق، يقول العربي: "إن توت الأرض سيعرف وفرة في الإنتاج. أما الأسعار، فهي غير واضحة الملامح في السوق الداخلية، لأن وحدات التلفيف لم تعلن بعد عن الأثمنة الرسمية. وبخصوص أسعار التصدير، فهي تتراوح ما بين 30 و35 درهمًا للكيلوغرام خلال العامين الأخيرين".
ولفت العربي أن "غالبية الفلاحين الكبار توجهوا نحو زراعة التوت البري بمختلف أنواعه، لأن مردوديته أعلى من الفراولة، كما أن الأرباح فيه أكبر كذلك".