أمريكا تبحث عن خفض الرسوم وتخفيف التوترات التجارية مع الصين

اقتصاد العالم - 09-05-2025

أمريكا تبحث عن خفض الرسوم وتخفيف التوترات التجارية مع الصين

اقتصادكم - وكالات


في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية الناتجة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تستعد واشنطن وبكين لجولة جديدة من المحادثات الرفيعة المستوى نهاية هذا الأسبوع، في محاولة لتهدئة التوترات وإعادة ضبط العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

وبحسب تقارير دولية، من المقرر أن تنطلق المباحثات يوم السبت في مدينة جنيف السويسرية، بقيادة وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه ليفينغ. وتأتي هذه اللقاءات في وقت حساس للطرفين، مع تزايد التكاليف الاقتصادية للحرب التجارية، وتنامي الحاجة إلى حلول عملية تفتح الطريق أمام استقرار الأسواق وتحفيز النمو.

وأفادت المصادر بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدرس اقتراحاً بخفض الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية، لتصل إلى مستويات تقل عن 60%، في محاولة لإبداء حسن النية وتحفيز الجانب الصيني على تقديم تنازلات مقابلة. وتوقعت أن يتم تنفيذ هذا الخفض في وقت مبكر من الأسبوع المقبل في حال أحرزت المحادثات تقدماً ملموساً.

مع ذلك، شددت التقارير على أن طبيعة اللقاءات ستكون في الغالب "استكشافية"، وستُخصص لعرض المطالب والمظالم المتبادلة، دون ضمانات بالتوصل إلى حلول حاسمة في هذه المرحلة، نظراً لتعقيد الملفات المطروحة والتقلبات السياسية المحيطة بها.

ومن بين أولويات واشنطن في هذه المحادثات، السعي إلى رفع القيود الصينية على صادرات العناصر الأرضية النادرة، التي تُعد مكونات أساسية في صناعة التكنولوجيا المتقدمة والمغناطيسات الصناعية، في وقت تواجه فيه صناعات أميركية متعددة اضطرابات في سلاسل الإمداد.

ورغم أهمية هذه القضايا، رفضت وزارة الخزانة الأميركية ومكتب الممثل التجاري جيميسون غرير، الذي سيرافق الوزير بيسنت، التعليق على تفاصيل جدول الأعمال. كما شدد المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، على أن هدف الإدارة الأميركية من هذه المحادثات "هو دفع أجندة ترمب الاقتصادية نحو علاقات تجارية عادلة ومتوازنة"، مضيفاً أن "أي حديث عن معدلات رسوم محددة لا أساس له من الصحة".

وتُعد هذه الجولة من المحادثات اختباراً حقيقياً لمدى استعداد الطرفين للانتقال من التصعيد إلى التفاوض البنّاء، في ظل اقتصاد عالمي يواجه تحديات متزايدة، وأسواق باتت أكثر حساسية لأي إشارة إلى تخفيف أو تصعيد في الصراع التجاري بين واشنطن وبكين.