أعمال شغب على أبواب سبتة.. العنف يتزايد والتساؤلات أيضا

آخر الأخبار - 16-09-2024

أعمال شغب على أبواب سبتة.. العنف يتزايد والتساؤلات أيضا

اقتصادكم 


عاشت مدينة الفنيدق الصغيرة على وقع ليلة بيضاء، على حدود سبتة المحتلة، حيث حاول مئات الشباب، معظمهم قاصرين، ولليلة الثانية على التوالي عبور الحدود إلى الجيب الإسباني.

وتدهور الوضع إلى أعمال شغب، على الرغم من التعزيز الكبير للتدابير الأمنية من قبل السلطات المغربية، والنتيجة إصابات خطيرة في الجانبين وأجواء اجتماعية متوترة تثير تساؤلات كثيرة خاصة فيما يتعلق بالمسؤوليات والأسباب الجذرية لهذه الأحداث الدرامية.

مكالمات مجهولة المصدر وعنف منسق

هذه الحوادث ليست نتيجة الصدفة. وراء محاولات العبور الجماعي، يتم نشر حملة سرية ولكن فعالة على شبكات التواصل الاجتماعي. وانتشرت دعوات مجهولة على فيسبوك وتيك توك ومنصات أخرى تشجع الشباب على اقتحام حدود سبتة. وتكشف هذه الدعوات، التي لا يمكن السيطرة عليها في كثير من الأحيان، عن الدور المركزي الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية في تنظيم الحركات الجماهيرية، التي تفلت من مراقبة السلطات. يذكرنا هذا الوضع بالتعبئة الكبيرة عبر الإنترنت، مثل المقاطعة الاقتصادية لعام 2018، مما يطرح السؤال: كيف يمكن الرد على هذا الشكل الجديد من التعبئة الرقمية، دون انتهاك الحريات الفردية؟

ضعف الشباب: أين الأهل والمدرسة؟

ما يلفت النظر في هذه الأحداث هو عمر أبطالها. غالبية الشباب المشاركين لا يتجاوز عمرهم 15 عامًا. إنهم لا يأتون من الفنيدق فحسب، بل أيضا من مناطق مختلفة من المغرب وحتى من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مدفوعين بالأمل في الوصول إلى أوروبا. 

 هذه الظاهرة تسلط الضوء على فشل مزدوج: فشل الأسر التي غالبا ما تكون عاجزة في مواجهة عدم الاستقرار، وفشل النظام التعليمي الغائب تماما عن هذا الواقع. يجد العديد من الشباب، خارج المدرسة أو المتجولين، أنفسهم عرضة لتأثيرات خطيرة على الشبكات الاجتماعية، بسبب عدم وجود إشراف كاف.

رد متأخر من السلطات

وبينما تصاعدت حدة التوتر على شبكات التواصل الاجتماعي، لم يصدر أي بلاغ رسمي من قبل السلطات المغربية، مما زاد من إثارة هذا الصمت أن الدعوات المجهولة المصدر التي تحرض على الهجرة غير الشرعية آخذة في التزايد. لماذا لم يكن هناك أي حديث علني لتهدئة الأمور أو شرح المخاطر التي تنطوي عليها؟ ولماذا لم تتوقع الحكومة هذا العنف بتعزيز حضورها الإعلامي أو بتشكيل وحدة أزمات قادرة على إدارة هذا الوضع؟ لقد ترك صمت السلطات في مواجهة هذه الأزمة فراغا تحول إلى عنف.

فهل كانت السلطات تخشى إضفاء الشرعية على هذه الدعوات بذكرها، أم أن الأمر ببساطة عجز عن إدارة مثل هذه الأزمة؟ أسئلة كثيرة تظل بلا إجابة في ظل صمت الحكومة المستمر.

ماذا تفعل في مواجهة هذه الدوامة؟

وفي مواجهة دوامة العنف هذه، فإن الاستجابة الأمنية البحتة لن تكون كافية. ويجب أن يكون هناك مراقبة المحتوى على شبكات التواصل الاجتماعي وتعقب المسؤولين عن هذه الدعوات المجهولة. لكن أبعد من الجانب الرقمي، هناك حاجة ملحة لإعادة تأهيل التعليم والوقاية الأسرية. ويجب أن تتطور الاتصالات من جانب السلطات أيضًا لتوقع الأزمات، بدلاً من التدخل بمجرد حدوث الفوضى. 

يعتمد مستقبل الفنيدق، والحدود المغربية الإسبانية على قدرة مختلف الجهات الفاعلة على العمل بطريقة منسقة واستباقية لمنع تكرار هذه الأحداث.