إسبانيا تخصص 340 مليون يورو لتمويل محطة تحلية المياه في الدار البيضاء

آخر الأخبار - 07-05-2025

إسبانيا تخصص 340 مليون يورو لتمويل محطة تحلية المياه في الدار البيضاء

اقتصادكم

 

تعمل إسبانيا على تعبئة 340 مليون يورو لتمويل محطة تحلية المياه في الدار البيضاء، أحد أكثر مشاريع المياه والبنية التحتية المستدامة طموحا في القارة.

؛شاركت كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالتجارة، أمبارو لوبيز سينوفيّا، بالدار البيضاء، في فعالية مشتركة لدعم مشروع محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، والذي يُعد مشروعاً رمزياً ومرحلة مفصلية في مسار إدارة الموارد المائية بشمال إفريقيا.

وقد حضرت هذا الحدث أيضاً وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، في إشارة إلى أهمية المشروع على مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ويأتي هذا المشروع في سياق توقيع اتفاقيات تمويل من قبل عدة هيئات مالية، عمومية إسبانية وخاصة مغربية وإسبانية، حيث تم إسناد تنفيذ محطة التحلية إلى ائتلاف تقوده الشركة الإسبانية أكسيونا (Acciona). وستستفيد المحطة من تمويل حكومي إسباني بقيمة 340 مليون يورو، عبر وزارة الاقتصاد والتجارة الإسبانية، من خلال كتابة الدولة المكلفة بالتجارة، ما يجعل منها أحد أكبر مشاريع التعاون المالي الثنائي في مجال البنية التحتية المستدامة.

وتُعد المحطة من بين أكثر المشاريع طموحاً على المستوى الإفريقي، بقدرة إنتاجية تبلغ 838 ألف متر مكعب من المياه يومياً، أي ما يعادل 300 مليون متر مكعب سنوياً.

وقالت كاتبة الدولة الإسبانية خلال كلمتها بالمناسبة: "هذا المشروع لا يلبي فقط حاجة أساسية تتمثل في الوصول المستدام إلى الماء، بل يجسد أيضاً اللحظة المتميزة التي تعرفها العلاقات الاقتصادية بين إسبانيا والمغرب، المبنية على الثقة المتبادلة والاحترام والتعاون المتنامي بين المقاولات."

وسيعتمد المشروع على تكنولوجيا تحلية متقدمة، مدعومة بالطاقة المتجددة، وسيعود بالنفع على ملايين السكان بالدار البيضاء، كما سيُحسن من تزويد المناطق الحضرية والفلاحية بالماء، ويوفر فرص شغل في كلا البلدين. ويعتمد هذا المشروع نموذج شراكة بين القطاعين العام والخاص لمدة 30 سنة (3 سنوات للبناء و27 سنة للتشغيل والصيانة)، ما يجعله نموذجاً يُحتذى به في مناطق أخرى تعاني من الإجهاد المائي والتغيرات المناخية.

تمويل إسباني متكامل لمشاريع دولية مستدامة

يحظى المشروع بدعم مالي إسباني متعدد الآليات يهدف إلى دعم تدويل المقاولات الإسبانية، ويتوزع هذا التمويل على ثلاثة محاور رئيسية:

قرض بقيمة 250 مليون يورو من صندوق تدويل المقاولات الإسبانية (FIEM)، لتمويل تصميم وبناء وتشغيل المحطة.

تأمين على التمويلات بنسبة تصل إلى 80% من قرض تكميلي يقدمه بنك "سوسيتيه جنرال" بقيمة 70 مليون يورو، ويُدار التأمين من طرف شركة CESCE نيابة عن الدولة الإسبانية.

مساهمة في رأسمال شركة المشروع من خلال قرض بـ31 مليون يورو من صندوق الاستثمارات بالخارج (FIEX)، الذي تديره شركة COFIDES.

توسع استثماري إسباني في المغرب وتعزيز التعاون الاقتصادي

تتمتع المقاولات الإسبانية بحضور قوي في المغرب، خاصة في قطاعات حيوية مثل الطاقة، البنيات التحتية، السيارات، البنوك، والتكنولوجيا. حيث تنشط أكثر من 350 شركة إسبانية في المغرب، وتساهم في خلق فرص شغل وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ويواكب هذا التوسع التزام الحكومة المغربية بمخطط طموح لتحديث بنيتها التحتية، ما يفتح المجال أمام الشراكة مع الشركات الإسبانية التي نجحت في تنفيذ مشاريع نوعية، كإنتاج القطارات لفائدة المونديال من طرف CAF، أو محطة التحلية الحالية بقيادة Acciona.

كما تعرف المبادلات التجارية بين البلدين زخماً متواصلاً، إذ تُعد إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب، بحجم تبادل يفوق 22,5 مليار يورو. ويُسجّل الميزان التجاري فائضاً لصالح إسبانيا بقيمة تفوق 3 مليارات يورو. وقد ارتفعت الصادرات الإسبانية إلى المغرب بنسبة 6% سنة 2024، مما يجعل المغرب من بين الأسواق التي تسجل فيها الصادرات الإسبانية أقوى وتيرة نمو.