اقتصادكم
تم تسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال تمويل الانتقال الطاقي، وذلك خلال أشغال القمة الإفريقية للصناعة المالية "أفريكا فاينانشل أنديوستري ساميت" التي انعقدت بلومي يومي 28 و29 نونبر الجاري.
وقال المدير العام للتجاري وفا بنك، محمد الكتاني، خلال جلسة بعنوان "كوب 27 : ما هي الدروس المستخلصة بالنسبة للمؤسسات المالية الإفريقية؟"، إنه بفضل الرؤية الملكية في مجال الانتقال الطاقي، تمكن المغرب من تحقيق هدفه المتمثل في مزيج الطاقة بنسبة 42 في المائة في سنة 2020، مضيفا أن المملكة المغربية انتهجت مسارا جديدا في أفق عام 2030، يتمثل في مزيج طاقة بنسبة 52 في المائة.
وأشار الكتاني إلى أن "رؤية المغرب ارتكزت على إطار مؤسساتي وتنظيمي لتوضيح الرؤية للمستثمرين الأجانب وبتمكين الفاعلين الماليين وبنوك التنمية وشركات التأمين من تعبئة الأموال اللازمة لدعم هذه الدينامية".
وأضاف أنه بفضل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص والإطار المؤسساتي الذي يضمن الحماية القانونية للمستثمرين الدوليين "تمكنا من تعبئة أموال بالعملة المحلية والأجنبية لدعم دينامية بناء القدرات في ما يتعلق بالطاقات المتجددة ". وأوضح أن "هذه التجربة كانت ناجحة ، واليوم تعد مزرعة الطاقة الريحية بالمغرب الأولى من حيث سعة الإنتاج على مستوى القارة الإفريقية ، بينما تعد محطة الطاقة الشمسية أول محطة لإنتاج الطاقة الشمسية يتم تشغيلها بفضل تعبئة أموال محلية".
وقال الكتاني "لقد تمكنا كبنك تجاري من تعبئة أموال على المدى الطويل" ، مؤكدا أنه بفضل التحالف مع صندوق الأمم المتحدة للمناخ الأخضر، أصبح "التجاري وفا بنك" أول بنك في القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتم اعتماده لتعبئة مثل هذه الأموال.
كما دعا إلى تكييف مقاربة الانتقال الطاقي في إفريقيا مع خصوصيات كل دولة ، مشيرا إلى أن القاسم المشترك يتمثل في الحكامة المؤسسية واستقرار الإطار القانوني وكذا الإطار الضريبي والرفع من مهارات الموارد البشرية.
وتعتبر القمة الإفريقية للصناعة المالية التي تأسست في العام 2021 من قبل مجموعة (جون أفريك ميديا) بدعم من مجموعة البنك العالمي ، منظمة شقيقة لـ(أفريكا سيو فوروم) المنصة الرئيسية للقطاع الخاص الإفريقي.
وتهدف القمة إلى بناء منظومة متينة للصناعة المالية ، تكون في خدمة الاقتصاد الحقيقي والتنمية المستدامة.
ونظمت في إطار القمة التي استمرت يومين ، عدة ورشات لبحث سبل تحول القطاع المالي الإفريقي في زمن الأزمات الكبرى، والخدمات المالية عبر الهاتف المحمول والأبناك، والشراكات في مجال التأمين، وإعادة اصلاح المالية الفلاحية من أجل مواجهة انعدام الأمن الغذائي، وترابط الأسواق المالية، وانتهاز فرص نمو الموارد المالية وغيرها من المواضيع.
وشارك في القمة شخصيات ومؤسسات مؤثرة في القطاع المالي الإفريقي تنتمي لعدة بلدان إفريقية من ضمنها المغرب ممثلا بمحمد الكتاني المدير العام للتجاري وفا – بنك، وأمين بوعبيد المدير العام لبنك "أوف أفريكا ".