اقتصادكم
افتتحت، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أشغال النسخة 27 لمنتدى المقاولات بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية، تحت شعار "إعادة تأهيل الأطلس الكبير، أفق لبروز هندسة مغربية أساسها التعاضد و الاستدامة والابتكار".
ويروم هذا المنتدى المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبالشراكة مع وزارة التجهيز والماء، خلق صلة وصل بين الطالب المهندس وسوق الشغل، وذلك من خلال استضافة مجموعة من المقاولات المغربية والأجنبية الرائدة في مختلف القطاعات، لتشجيع الطلاب على الانخراط بجدية في تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وبهذه المناسبة، أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، المصطفى فارس، أن هذا المنتدى الذي حظي هذه السنة بالرعاية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يؤكد على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته للشباب لتطوير كفاءاتهم وكذا العناية الكريمة التي ما فتئ يحيطهم بها.
وأكد أن هذا المنتدى شكل على امتداد دوراته أرضية خصبة للحوار الفعال والمثمر والتبادل الإيجابي بين المقاولات والطلبة المهندسين من أجل الوقوف على مؤهلاتهم وتشكيل مداخل اندماجهم في الوسط المهني والسوسيو اقتصادي، مضيفا أن هذا المنتدى يعتبر منطلقا للنقاشات والأبحاث في إشكاليات وقضايا وطنية راهنة، بهدف إبداع الحلول وهندسة كل أشكال التدخلات الميدانية سواء في مجال الدراسات التقنية أو التطبيق أو تقييم كل التدخلات الميدانية.
وأضاف المسؤول أن موضوع الدورة مستنبط من ارتباط المدرسة بمحيطها ومواكبتها للقضايا الوطنية الراهنة وذات الأولوية على مستوى السياسة العمومية والقطاعية، حيث سينظم هذا المنتدى لهذه السنة تحت شعار "إعادة تأهيل الأطلس الكبير، أفق لبروز هندسة مغربية أساسها التعاضد والاستدامة والابتكار"، تماشيا مع التعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتعلقة بتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز.
وتابع أنه يأتي هذا الموضوع أيضا استحضارا لدور المهندس في تدبير المخاطر والأزمات الطبيعية وكذا مستوى تدخله والرهانات والتحديات التي تواجهه بنوع من العبقرية المحلية، وكذا انسجاما مع قيم التضامن والتلاحم والكرم التي عبر عليها المغاربة قاطبة وتجسيدا لدور المهندس في بناء مغرب ما بعد الزلزال المدمر الذي عرفته منطقة الحوز بتاريخ 08 شتنبر 2023.
وأشار إلى أنه ومن هذا المنطلق كان من الضروري إبراز دور المهندس في تكريس هذه القيم وإظهارها والقيام بدور فعال في البناء والتشييد وإعادة إعمار المناطق المتضررة والمنكوبة وكذا إعادة فتح المعابر والممرات والطرقات ومواكبة السلطات المحلية بغية إيجاد الحلول الملائمة من أجل فك العزلة وإيصال المواد الضرورية والمساعدات اللازمة.
من جهته، أوضح مدير المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، جواد بوطاهر، أن شعار المنتدى هذه السنة يعكس بشكل عميق مهام وقيم المدرسة، مبرزا أن هناك مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولا إبداعية ومبتكرة من المهندسين، الذين سيضطلعون بدور مركزي في بناء مستقبل مرن.
وأشار بوطاهر إلى أن المدرسة الحسنية للأشغال العمومية مؤسسة رائدة في مجال التكوين الهندسي منذ أكثر من نصف قرن، وستحتفل في شهر يوليوز المقبل بتخرج الفوج الخمسين من المدرسة في مختلف تخصصاتها، وخاصة في مجالات التشييد والبناء.
وتابع: "لقد تمكن رأسمالنا البشري الذي تكون داخل هذا الصرح، من حمل مشعل التميز في الهندسة المغربية على المستوى الوطني وحتى الدولي، واكتسب مهارات وخبرات كبيرة في مجال البناء والبنية التحتية"، لافتا إلى أنه ينبغي لمهندس الغد أن يصبح أكثر ابتكارا، كي يتسنى له التفكير وتبني وإتقان أفضل الممارسات العلمية والتقنية المستدامة.
يذكر أنه هذا المنتدى، المنظم إلى غاية 9 ماي الجاري، يهدف أيضا إلى توفير فرص عمل للطلاب في ميادين متعددة، من خلال منح الزوار فرصة إجراء مقابلات عمل مع توفير التأطير اللازم، كما يوفر بذلك منصة فريدة للمهندسين الشباب المغاربة لمشاركة أفكارهم ومشاريعهم وشغفهم بإعادة تأهيل الأطلس الكبير.