اقتصادكم
عقد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مساء أمس الأربعاء، برئاسة عزيز أخنوش، اجتماعا تدارس خلاله مستجدات الساحة السياسية الوطنية والدولية، إضافة لمجموعة من القضايا التنظيمية الداخلية للحزب.
وفي مستهل الاجتماع، عبر المكتب السياسي عن تنويهه بالمبادرة الإنسانية للملك محمد السادس، التي تهم توجيه مساعدات طبية إلى سكان غزة، جزء كبير منها من ماله الخاص، وهو ما يشكل تفعيلا ملموسا لنداءات جلالته، الذي أكد غير ما مرة، على أهمية التحرك الدولي العاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون قيد لسكان غزة، ومن جميع المنافذ، وتأكيده على ألا تكون هذه المساعدات رهينة بأي شكل من الأشكال للسياسات والصراعات.
وفي ذات السياق يعتز "التجمع الوطني للأحرار" بالروابط الأخوية التي تجمعه مع القيادات الفلسطينية، حيث استقبل مجموعة من أعضاء الحزب مطلع هذا الأسبوع وفدا فلسطينيا، يضم مجموعة من الشخصيات، يترأسهم أشرف الأعور وزير شؤون القدس.
وشكل اللقاء مناسبة عبر خلالها أعضاء الحزب عن استنكارهم لما يحدث في غزة من مأساة حقيقية، مع استمرار الحصار المطبق من طرف سلطات الاحتلال، منوهين في ذات السياق بمختلف مبادرات جلالة الملك، لفك الحصار عن ساكنة غزة، ودعمه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.
وفي سياق آخر أشاد المكتب السياسي بمبادرة رئيس الحكومة عرض ومناقشة الحصيلة المرحلية المشرفة لعمل الحكومة، أمام غرفتي البرلمان، وهو ما شكل لحظة دستورية وسياسية متميزة في حياة التجربة الحكومية والبرلمانية الحالية، ويعزز من أدوار مؤسسة رئاسة الحكومة، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك القناعة الراسخة لحزب "الأحرار" الذي يرأس الحكومة بقيمة التعاقد السياسي الذي يربط السلطة التنفيذية بالتشريعية.
المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بالمنجزات الهامة التي حققتها الحكومة خلال سنتين ونصف من العمل الجاد والمسؤول، على الرغم من الظرفية الصعبة، من خلال إنجازات تاريخية وغير مسبوقة على مختلف المستويات، سيما ورش الدولة الاجتماعية، وهو ما يكسب اليوم الحكومة شرعية الإنجاز بعد أن حظيت بشرعية الاقتراع.
كما نوه أعضاء المكتب السياسي بالمقاربة التواصلية التي أعقبت تقديم الحصيلة المرحلية من طرف وزراء الحكومة والفريقين البرلمانيين للحزب والأغلبية، الذين عَرَّفُوا بالحصيلة الحكومية بطريقة فعالة ومتميزة ومبتكرة في مختلف الوسائط الإعلامية والندوات واللقاءات التواصلية، وهو ما يستدعي استمرار السياسة التواصلية بنفس الدينامية والفعالية، المبنية على التواصل المستمر والقرب من المواطنين.
هذا وثمن المكتب السياسي انعقاد اجتماع هيئة رئاسة الأغلبية الحكومية، مساء الأربعاء، منوها بالانسجام والتكامل والتنسيق الذي يطبع عمل الأغلبية الحكومية والبرلمانية، وهو الانسجام الذي عزز من النجاعة والوضوح في المشهد السياسي الوطني، وأَثَّر بشكل إيجابي على الحصيلة المرحلية المشرفة للحكومة، وساهم في تسريع إنجاز مختلف الأوراش الإصلاحية الكبرى التي تحققت ببلادنا تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على جميع المستويات.
بعد ذلك انتقل المكتب السياسي للاستماع لعرضين، الأول قدمه عبد الله غازي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، تمحور حول تصور منتخبي الحزب لتجويد التدبير الجماعي في مختلف مستوياته، وهو التصور الذي يشكل خلاصات النقاشات التي فتحتها الفيدرالية لأزيد من سنة في مختلف جهات المملكة مع أكثر من 10.000 من المنتخبين التجمعيين. وأجمع المكتب السياسي على أهمية هذه المقترحات التي من شأنها أن تقوي دور المنتخب وترتقي بالعمل الترابي وترفع من ميزانية الجماعات المحلية، داعيا إلى ضرورة الترافع عنها.
فيما ألقى حسن عكاشة، عرضا ثانيا، استعرض خلاله الخطوط العريضة لمسودة الميثاق الأخلاقي للحزب، مستحضرا مختلف القوانين المؤطرة للعمل السياسي والحزبي، سيما القوانين التنظيمية المتعلقة بالأحزاب السياسية وبالمؤسسات التمثيلية، ومدونة الانتخابات، والنظام الأساسي للحزب، هذا وتقرر إغناء النقاش حول مضامين هذا الميثاق، في أفق عرضه على اجتماع لاحق.
وعلى المستوى التنظيمي، أشاد المكتب السياسي بالدينامية التي تعرفها مختلف التنظيمات الموازية للحزب، التي أصبحت تشكل خزانا حقيقيا للأطر والكفاءات، ومساهما حقيقيا في التأطير والتكوين والمواكبة، وفضاءات حقيقية للنقاش الجاد والمسؤول، وقوة اقتراحية في مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية في بلادنا.