اقتصادكم
بحث الاتحاد العام لمقاولات المغرب والاتحاد العام لمقاولات كوت ديفوار، الفرص والسبل الكفيلة بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية، بما يمكن مقاولات البلدين من الاستفادة من إمكانات الأعمال القائمة.
وتم، في هذا الإطار، تنظيم منتدى المغرب-كوت ديفوار بين الاتحادين على هامش الدورة الـ 12 لمنتدى المقاولات وصناديق الاستثمار بإفريقيا، شكل فرصة لتقييم الشراكة النموذجية التي تجمعهما، والتداول في سبل تعزيز هذا التعاون، بما يمكن القطاع الخاص في البلدين من تموقع أفضل على المستوى الإقليمي والقاري والدولي.
ويهدف لقاء العمل هذا، الذي مكن المشاركين من التعرف على عمل الاتحادين العامين للمقاولات بكل من المغرب وكوت ديفوار، ومشاريعهما، وكذا فرص الأعمال المتاحة، إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال شراكة استثمارية مهيكلة.
وتناولت المباحثات، أيضا، أهمية العمل من أجل قطاع خاص قوي ومتنوع وملتزم، والدفع بقيادة محلية، فضلا عن تنويع الشراكات الاقتصادية بالاعتماد على مجموعة الدفع الاقتصادي المغرب-كوت ديفوار.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، المهدي التازي، بعقد هذا اللقاء الاقتصادي على هامش المنتدى الـ 12 للمقاولات وصناديق الاستثمار بإفريقيا، مما يعكس الطموح المشترك لأرباب العمل في البلدين لتعزيز العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن اللقاء يندرج في إطار شراكة جنوب-جنوب ديناميكية، مدفوعة، منذ عدة سنوات، برؤية مشتركة للتنمية والازدهار بين المغرب وكوت ديفوار.
وعبر التازي عن الإرادة المشتركة في جعل هذا اللقاء "أكثر من مجرد اجتماع مؤسساتي"، بل منصة استراتيجية حقيقية لبناء شراكات جديدة ومستدامة ومبتكرة، في ضوء التحولات الاقتصادية الجارية والتقدم الذي أحرزه البلدان.
ووصف العلاقة الاقتصادية المغربية-الإيفوارية بـ "بالديناميكية" و"المتنامية بقوة"، مفيدا بأن صادرات الكوت ديفوار إلى المملكة بلغت في عام 2023 ما قيمته 52 مليون دولار، بما يمثل زيادة سنوية متوسطة نسبتها 35,3 في المائة منذ سنة 2018.
وتابع بأن المغرب، من جانبه، صدر إلى هذا البلد الإفريقي ما قيمته 494 مليون دولار في 2023، مسجلا زيادة سنوية بنسبة 17,3 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقال إن "هذه الأرقام تترجم إمكانات حقيقية للتكامل، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية، لكننا نقيس كذلك الشراكة الاقتصادية بين البلدين بعدد الشركات التي اختارت الاستثمار"، لافتا إلى أن عدة شركات مغربية رسخت تواجدها في السوق الإيفوارية، وهي راضية جدا عن الوصول إلى عمق القارة السمراء انطلاقا من المغرب وكوت ديفوار.
وفي السياق ذاته، أبرز المتحدث أهمية منطقة التبادل الحر القاري الإفريقي (زليكاف) التي تتيح الولوج المباشر إلى سوق تضم أكثر من 1,2 مليار مستهلك، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الدينامية القارية، يمكن للبلدين إنشاء سلاسل قيمة تنافسية قادرة على تلبية الطلب القاري، ودمج اقتصاديهما في فضاء منتج مشترك.
وذكر بالدور المركزي للاتحادين في تحقيق هذا الطموح، مجددا التزام الاتحاد العام لمقاولات المغرب بدعم الفاعلين الاقتصاديين في البلدين من خلال تسهيل التواصل وتبادل المعلومات الاستراتيجية، ومضاعفة الاجتماعات الثنائية، وتمكين رجال وسيدات الأعمال من تحديد فرص الاستثمار المشتركة وبناء شراكات مبتكرة.
وحسب التازي، فإنه "يجب علينا الاشتغال معا على مراكز الابتكار، والمدن الذكية، والنظم البيئية الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيات الخضراء، والأمن السيبراني"، موردا أن شباب البلدين "’الديناميكيين" و"المؤهلين" يشكلون رافعة مهمة لإنجاح هذا التحدي.
واعتبر أن نهائيات كأس العالم 2030 التي سينظمها المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، تمثل أيضا فرصة تاريخية لتسريع الاستثمارات في قطاعات مثل البنيات التحتية، والسياحة، والصناعات الرياضية، والخدمات الرقمية أو التنقل الأخضر.
وذكر أنه من شأن هذا الحدث العالمي أن يدر فوائد اقتصادية للمغرب تقارب 1,2 مليار دولار، مع تعزيز جاذبية القارة الإفريقية ككل.
من جانبه، شدد نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات كوت ديفوار، مامادو كوني، على أهمية التكامل الاقتصادي بين بلدان القارة.
واعتبر أن "القطاع الخاص الإفريقي سيكون ركيزة أساسية في تنمية القارة. ومن الضروري أن تتعاون المقاولات الإفريقية، وتتقاسم الخبرات، وتستفيد من سلاسل القيمة الإقليمية. والشراكة بين كوت ديفوار والمغرب تجسد هذه الرغبة".
وقال كوني "إننا في لحظة استراتيجية لتنمية كوت ديفوار. ويتمتع المغرب، مع اقتراب نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025، بمزايا كبيرة"، مضيفا أن "هذا هو الوقت الأمثل لنرسم معا نموذجا لتعاون ذي منفعة متبادلة".