اقتصادكم
على الرغم من المجهودات الكبيرة التي تقوم بها المملكة في سبيل مواجهة أزمة الماء وانخفاض نسبة المياه في السدود، يتوقع المغرب زيادة كبيرة في إنتاج الأفوكادو خلال الموسم الحالي حيث يرتقب أن يبلغ الإنتاج حوالي 80-90 ألف طن، أي بزيادة تتراوح بين 33% و50% مقارنة بالموسم السابق.
وأثارت توقعات موقع “Fresh Plaza”، المتخصص في البيانات الزراعية، بخصوص زيادة إنتاج الأفوكادو تساؤلات حول جدوى الزيادة في المساحة المخصصة لزراعة الأفوكادو، التي ارتفعت بشكل طفيف مقارنة بالموسم السابق لتصل إلى حوالي 10 آلاف هكتار، خاصة أن المغرب يعيش أزمة مياه خانقة، قد تتفاقم في السنوات القليلة المقبلة.
واقع الحال يقول إن فاكهة الأفوكادو معروفة باستهلاكها الكبير للماء، حيث يتطلب كيلوغرام واحد من الأفوكادو 729 لترا من المياه، ما يمثل أضعاف ما تحتاجه فواكه أخرى، حسب بيانات المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة، بينما تقدر معطيات أخرى نشرتها مجلة “هيدرولوجيا وعلوم نظام الأرض” العلمية أن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يتطلب ما بين 1200 و2000 لتر من الماء، وهو ما يشكل خطرا على استمرار انتاجية هذه الفاكهة، مع موجات الجفاف وندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة التي يعرفها المغرب.
واعتبر الخبير الفلاحي رياض وحتيتا أن الأفوكادو تعد من بين الزراعات التي تستهلك المياه بشكل كبير إلى جانب زراعات أخرى كالبطيخ، مشيرا إلى أنه من أجل انتاج كيلو واحد من الأفوكادو نستهلك طن من الماء منها تساقطات مطرية تسقي مباشرة الأشجار، بالإضافة إلى البصمة المائية التي تنقسم إلى الماء الأزرق وهو ماء التساقطات المطرية المخصص للشرب والماء الأخضر المخصص للاستعمال في المحاصيل الزراعية.
وأضاف وحتيتا، في حديثه لموقع "اقتصادكم" أن ارتفاع إنتاج الأفوكادو راجع لتزايد المساحات الشاسعة المخصصة لزراعة هذه الفاكهة خلال السنوات الماضية، ودخول ضيعات جديدة في مرحلة الانتاج، حيث تم السماح لها قبل سنوات في بداية زراعة هذه الفاكهة.
وأوضح المتحدث ذاته أن فاكهة الافوكادو لا تعتبر منتوجا اساسيا في المائدة المغربية وبالتالي لا يمكننا القول إنه من الضروري زراعتها، خصوصا أن اكثر من 70 في المئة من الانتاج موجه للتصدير، ولا تنعكس زراعتها على أسعارها ولا على القدرة الشرائية للمغاربة.
وأشار الخبير الفلاحي إلى أن المغرب استنزف الكثير من العملة الصعبة لجلب حاجياته الاساسية وأبرزها القمح الذي انخفض إنتاجه بحوالي النصف، والأضاحي من أسبانيا ورومانيا، وهو يحاول تعزيز التصدير عبر هذه المنتوجات المطلوبة خارجيا كالبطيخ والافوكادو والطماطم لتعويض ما أنفقه من العملة الصعبة.
وأكد الخبير الزراعي على ضرورة فرض رقابة صارمة على الضيعات، إضافة إلى تقليص مساحات الزراعة، لضمان الاكتفاء الذاتي من المنتجات التي تستنزف المياه، إلى جانب فرض رقابة صارمة على جنبات الوديان لأن هناك مضخات سرية يستعملها المزارعين لسقي أراضيهم.