الشنا.. مسار نضالي حافل بالدفاع عن قضايا المرأة

آخر الأخبار - 26-09-2022

الشنا.. مسار نضالي حافل بالدفاع عن قضايا المرأة

 

اقتصادكم
 
توفيت الحقوقية والفاعلة الجمعوية عائشة الشنا، أمس الأحد، بعد عقود كرستها للنضال والدفاع عن حقوق المرأة المغربية، وعن قضايا ظلت تعتبرها عادلة، رغم الجدل الذي كان يثار حولها في كل مناسبة.
 
"نصيرة الأمهات العازبات"، "الأم تيريزا المغربية"، أو "ماما عيشة".. حملت الشنا مجموعة من الألقاب التي تنم عن دفاعها بقوة عن الأمهات العازبات وضحايا الاغتصاب ومواليد العلاقات غير الشرعية، كما كانت للراحلة مواقف معارضة لتجريم الإجهاض، وهو ما جعلها عرضة للتهديدات في أكثر من مناسبة.
 
تحدثت الشنا بشجاعة عن مواضيع كانت تعتبر من "الطابوهات" في سنوات السبعينات والثمانينات، ودافعت باستماتة عن الأمهات العازبات وتحملت جميع العواقب، وأسست سنة 1985 جمعية التضامن النسوي وهي في الرابعة والأربعين من عمرها، لتؤسس لمسار جديد حافل بالنضال والدفاع عن حقوق فئة من فئات المجتمع المغربي.
 
وصفت الشنا نفسها في أكثر من مناسبة بأن قلبها مسلم وعقلها علماني، ودافعت في مئات الندوات التي تعنى بحقوق المرأة عن حق الأخيرة في اتخاذ قرار الإجهاض من عدمه، وتحدثت عن ضرورة تقنين الإجهاض وجعله خيارا متاحا في مجموعة من الحالات التي تكون فيها المرأة مكرهة، وطالتها انتقادات لاذعة ذهبت إلى حد اتهامها بالتشجيع على الفساد.
 
عاشت الراحلة طفولة صعبة، إذ توفي والدها وهي في الثالثة من عمرها، وبعد ذلك بقليل توفيت أختها الصغرى، واضطرت إلى الاشتغال وهو في السادسة عشرة من عمرها لإعالة والدتها المريضة، إذ عملت بداية في الجمعية المغربية لمحاربة داء السل، وكان راتبها الشهري لا يتجاوز 350 درهما، وظلت تكافح من أجل التوفيق بين العمل والدراسة، إلى أن حصلت على شهادة من الدولة في التمريض.
 
اشتغلت الشنا كممرضة، وانخرطت بقوة في العمل الجمعوي، إذ اشتغلت كمتطوعة بالعصبة المغربية لحماية الطفولة والتربية الصحية، وانضمت لاحقا إلى الجمعية المغربية للتخطيط العائلي، وبالموازاة مع ذلك اشتغلت كمنشطة صحية واجتماعية بالمصلحة الإقليمية الصحية بالدار البيضاء، ثم بالإذاعة والتلفزة المغربية، حيث قام مطلع الستينات بتنشيط برامج تربوية في إذاعة الدار البيضاء، وفي عام 1972 قدمت برنامجا تلفزيونيا يتناول كل ما يتعلق بالتربية الصحية.
 
خلال فترة عملها كممرضة صادفت الراحلة مجموعة من الحالات، التي جعلتها تتبنى لاحقا قضية الدفاع عن الأمهات العازبات والأطفال غير الشرعيين وضحايا زنا المحارم، وفي سنة 1996 ألفت الراحلة كتابا بعنوان "البؤس.. شهادات" سردت فيه 20 قصة عن معاناة هذه الفئة من النساء، وحصلت على العديد من الجوائز، تقديرا لمجهوداتها، ففي سنة 2000 منحها الملك محمد السادس وسام الشرف، وفازت بجائزة "أوبس" سنة 2009، وجائزة البنك الدولي عام 2015، وجائزة حقوق الإنسان الفرنسية سنة 1995، وجائزة الأطلس الكبير سنة 1998 من قبل السفارة الفرنسية بالمغرب.