اقتصادكم
بعد التوترات التي شهدتها العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب، في السنوات الأخيرة، والتي تمحورت أساسا حول قضية الصحرء وأزمة الهجرة، يبدو أن المناخ الجديد الذي أصبح بين المملكتين فرض جوا من التوازن والتفاهم نجحت بطولة كأس العالم 2030 المقبلة في تعزيز هذا المناخ، سياسيا واقتصاديا.
ويعول البلدين على استثمار هذه العلاقات المتقدمة والآفاق المشتركة من أجل الاستثمار سويا في واحد من أكبر مشاريع النقل عبر التاريخ، حيث قالت الصحافة الإسبانية إن “مشروع نفق السكك الحديدية بين المغرب وإسبانيا تحت مضيق جبل طارق على وشك أن يصبح حقيقة”، مشيرة إلى التحركات الحكومية بين الطرفين من أجل الإسراع في الدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع.
وأثار وزير النقل والتنقل المستدام الإسباني، أوسكار بوينتي، اهتمام بعض الشركات الإسبانية بالاستثمار في ما يسمى بـ«نفق جبل طارق»، مشيرا إلى أنه سيتعين على كلا البلدين العمل بجهد كبير، لتحقيق مشروع يبدو أقرب من أي وقت مضى لتحقيقه.
وأوضحت الصحافة الإسبانية أن إهمال المشروع وضعف تمويله هو السبب الرئيسي لعدم تجسيده على أرض الواقع، مؤكدة أن النقطة المتضاربة الأكثر التي لم يتم حلها هي مسار النفق نفسه، وهو أمر ضروري لمواصلة تطويره.
وقالت صحيفة " El Economista" أن أضيق نقطة تفصل بين إسبانيا والمغرب، هي 14.4 كم فقط، والتي تمتد من بلدة بونتا دي أوليفيروس، في طريفة، إلى شاطئ الداليا في المغرب، لكن الصعوبات المحتملة عند تنفيذ المشروع تحول دون اعتماد الطريق الأقصر.
ويذكر أنه منذ بداية التفكير في هذا المشروع، خصصت إسبانيا سنة 2022 وسنة 2023 في الميزانيات العامة للدولة بندًا بقيمة 750 ألف يورو للبحث في جدوى نفق جبل طارق، كما استفادت الشركة المكلفة من تمويل قدره 2.3 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي للدراسات والبحوث الأولية.