اقتصادكم
تستعد الصناعة الفندقية الوطنية لموسم صيفي استثنائي وحيوي، مدفوع بالإقبال القياسي والنمو الكبير في عدد ليالي المبيت المسجلة من قبل مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة.
وتواصل هذه الصناعة، مدعومة بالثقة المتزايدة للمستثمرين الوطنيين والأجانب، الازدهار مع افتتاح سلسلة من الفنادق، بما يساهم في الدينامية الاقتصادية للمملكة ويعزز بشكل أكبر مكانتها كوجهة سياحية مرموقة وجاهزة للاستجابة لتطلعات المسافرين من كل أنحاء العالم.
فقد تعزز العرض السياحي بتدشين أول وحدة فندقية مصنفة 4 نجوم بإقليم وزان خلال شهر أبريل الماضي.
وتأتي هذه المنشأة تكميلا لمشروع سياحي متكامل يشمل مجموعة متنوعة من المرافق، على غرار قاعة متعددة التخصصات وحديقة مائية وقرية للصناعة التقليدية والعديد من المطاعم.
ويساهم هذا الافتتاح الجديد، بغرفه الـ53، وأجنحته الستة، وتجهيزاته رفيعة الجودة، التي تشمل مسبحا مغطى وآخر خارجي وقاعة رياضية ومطعم، ويقدم وجبات محلية وعالمية، في تعزيز جاذبية المنطقة كوجهة سياحية.
من جهة ثانية، أعلنت المجموعة الإسبانية “هوتوسا” عن افتتاح ثلاثة فنادق جديدة بالمغرب بين سنتي 2024 و2025. وستتواجد المنشأة الأولى “يوروستارز كازا أنفا”، المرتقبة خلال فصل الخريف، بالقطب الجديد للدار البيضاء، بينما سيلتحق بها الفندقان الآخران، “يوروستارز كاليفورني” و”إكس زرقطوني”، على التوالي، متم سنة 2024 ومنتصف 2025 بنفس المدينة.
وستوفر هذه الفنادق الثلاثة، المشيدة حديثا والمتموقعة استراتيجيا، إجمالي 251 غرفة جديدة للمسافرين، مما يعزز العرض الفندقي للمنطقة.
بدورها، أعربت المجموعة الفندقية الأمريكية “راديسون” عن عزمها توسيع تواجدها بالمغرب، مستهدفة الوصول إلى 25 منشأة بحلول سنة 2030.
وتشهد هذه الموجة من الاستثمارات والافتتاحات الفندقية على حيوية الصناعة الفندقية المغربية وجاذبيتها المتزايدة للمستثمرين الوطنيين والأجانب.
وبحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن مرصد السياحة، فقد تم تسجيل أزيد من 7.8 ملايين ليلة مبيت في مؤسسات الإيواء المصنفة خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2024، أي بتحسن بنسبة 7 في المئة خلال عام واحد.
وتشمل هذه الزيادة تعزز ليالي المبيت من قبل غير المقيمين (زائد 11 في المئة)، مع انخفاض ليالي غير المقيمين (ناقص 5 في المئة).
ويأتي هذا الأداء إثر سنة 2023 الاستثنائية، والتي سجلت خلالها هذه المنشآت ما يناهز 25.6 مليون ليلة مبيت (زائد 35 في المئة مقارنة بسنة 2022).
ويعد هذا النمو ثمرة للاستراتيجيات المستهدفة والتدابير التحفيزية التي نشطت القطاع وعززت جاذبية المغرب كوجهة سياحية مفضلة.
وقناعة منها بخصوصية الوجهة المغربية وقدرتها على منافسة كبرى الوجهات العالمية، وضعت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني رؤية طموحة ترمي لاستقبال 26 مليون سائح بحلول سنة 2030.
وفي هذا السياق، تم إطلاق خارطة الطريق 2023-2026، التي تستهدف استقطاب 17.5 مليون سائح، وإحداث 200 ألف منصب شغل جديد، وتحقيق 120 مليار درهم من العائدات بالعملة الصعبة.
وضمانا لنجاح خارطة الطريق هذه، تعمل الوزارة على ستة روافع ضرورية للتنافسية، بما فيها تعزيز العرض الفندقي. ويشمل ذلك تأهيل حظيرة الفنادق القائمة وإنشاء طاقات إيوائية جديدة لتلبية الطلب المتزايد والتطلعات المتنوعة للسياح.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إرساء نظام تصنيف المؤسسات السياحية، الذي أصبح إلزاميا بموجب القانون 61-00، من أجل ضمان جودة الخدمات بما يلبي تطلعات الزبناء.
بالإضافة إلى ذلك، تم إدراج وتفعيل إطار قانوني جديد، من خلال إصدار القانون رقم 80-14، الرامي إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، بما في ذلك تحسين تنافسية وجودة خدمات المؤسسات السياحية ومواءمة العرض السياحي الوطني مع المعايير الدولية.
وبغية تحسين تحليل أداء المنشآت الفندقية، أعلنت الوزارة عن تفعيل نظام التصريح عن بعد عبر الإنترنت بليالي المبيت التي يقضيها السياح المغاربة والأجانب.
وسيسمح ذلك لمنظومة الإيواء السياحي وكذا السلطات المختصة بفهم الاتجاهات بشكل أفضل، وتحديد نقاط القوة وفرص التحسين، بهدف تكييف استراتيجيات التنمية.
ولا تساهم هذه الجهود في زيادة عدد ليالي المبيت وتحسين تجربة الزائر فحسب، بل أيضا في تحسين القدرة التنافسية للمغرب على الساحة السياحية العالمية.