اقتصادكم

أرجع محمد الطوزي، الخبير وعضو لجنة إعداد النموذج التنموي، نجاح المغرب في تدبير أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد إلى الثقافة والرصيد الذي راكمه المغاربة على مر مئات السنين في التعامل مع هذا النوع من التحديات.

وقال الطوزي في مداخلة ألقاها مساء اليوم الثلاثاء، في المنتدى البرلماني الدولي السابع حول العدالة الاجتماعية، في جلسة بعنوان "التنوع الثقافي ورهانات بناء مجتمع منفتح ومتماسك"، إن هناك "جانب كبير من تعامل المغرب مع كوفيد لم يأت من نجاعة الحكومة أو الإدارة، و90 بالمائة منه، جاء من الرصيد الثقافي الذي يحمله المغاربة".

وأضاف الطوزي أن الثقافة هي مجموعة من المهارات تكون نتيجة تجارب مئات السنين، والتي تتبلور في شكل مهارات تدبير الخصاص والمجال الصعب، كتدبير المغاربة للجفاف وقلة الموارد تدبير والمجاعة والفقر وغيرها.

وسجل الأنتروبولوجي المغربي أن تعامل الدولة مع الثقافة كقطاع غير محدد، مبرزا أن هناك "عدة متدخلين في الثقافة ولا يعرفون أنهم يتدخلون في الثقافة، تبدأ بالتعمير وتنتهي بالكرة، يتدخلون وينتجون الثقافة وعندهم جوانب على مستوى التحكيم".

وزاد موضحا أن تعدد المتدخلين يعمق الأزمة ويضاعف منها "غياب رؤية وطنية للثقافة وتصور على المستوى العام لأهمية الثقافة في المنتوج كثروة بتعدد تجلياتها ورأس المال الثقافي"، مؤكدا أنه في غياب الرؤية تسود "فوضى كبيرة لا على المستوى المعماري أو غيرها من المجالات، وأعتقد أن هناك تقصير كبير في هذا المجال".

وشدد الطوزي على ضرورة هذه الرؤية التي ينبغي أن تتبلور في استراتيجيات متعددة ومؤطرة برعاية وتدبير التعدد والاختلاف وحق المجموعات والجماعات في الثقافات الخاصة، وفق تعبيره. 

وأكد الطوزي على أهمية القيام برصد علمي لما يسمى بالثروات الثقافية المتجسدة في تقنيات ومهارات المغاربة وطريقة تعاملهم مع الطبيعة والمجال، سواء تقنيات البناء أو تدبير الجفاف والمياه والفقر، مبرزا أهمية الثقافة في تحقيق التنمية والإمكانيات التي تزخر بها للرفع من مساهمتها في الناتج الداخلي.