اقتصادكم - سعد مفكير
أصبح المغرب مطالبا بإيجاد حلول بديلة لمواجهة حزمة العقوبات الجديدة ضد الغاز المسال الروسي التي أعلنها الاتحاد الأوروبي قبل أيام قليلة، وأبرزها حظر إعادة تصدير إمدادات موسكو من دول الاتحاد الأوروبي إلى وجهات أخرى.
يعد المغرب أبرز وجهات إعادة تصدير إسبانيا لتدفقات الغاز المسال الروسي، وكان الأعلى خلال العام الماضي 2023، خاصة أن مدريد كانت على رأس أكبر مستوردي الغاز المسال من روسيا خلال نفس العام.
وتوقع عبد الصمد الملاوي، الخبير في الطاقات المتجددة، في حديثه مع موقع "اقتصادكم" أن يكون لهذه العقوبات الجديدة تأثير على العرض الغازي العالمي بالسوق الدولي وكذلك تأثير مباشر على الدول المستوردة للغاز الروسي، مؤكدا أن هذا القرار سيؤثر على خلخلة الأسعار الموجودة في السوق الدولية والمغرب من الدول المعنية بهذه التداعيات على اعتبار أنه يستورد حصة مهمة من الغاز الطبيعي من هذه الأسواق عبر إسبانيا.
وأضاف الخبير الطاقي أن مجموعة من المؤشرات تشير إلى هذا التأثير من بينها ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا الذي أصبح واضحا منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية، وبعد الإعلان الأولي عن احتمال فرض عقوبات على روسيا في عدد من القطاعات من أهمها تصدير الغاز.
ومنذ مارس سنة 2022 ارتفعت أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي وتجاوزت 250 في المائة، كما تجاوز سعر الطاقة بالنسبة للغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي أكثر من 100 أورو لكل 1 ميغاوات/ساعة من الطاقة.
وتابع عبد الصمد الملاوي، في تصريح لموقع "اقتصادكم" قائلا :"الاتحاد الأوروبي يستورد 40 في المائة من حاجياته من الغاز الطبيعي من روسيا وهو ما يقدر بأكثر من 200 مليار مكعب سنويا، كما أن روسيا تصدر لوحدها حوالي 20 في المائة من الحاجيات العالمية من الغاز الطبيعي التي تضخها في السوق الدولية، والمغرب يعتمد بشكل كبير على هاته الأسواق".
كل هذه المؤشرات، حسب الخبير الطاقي، تدفع المغرب للبحث عن بدائل أخرى منها الغاز القطري والنيجيري، خاصة بعدما سطر المغرب مشروعا ضخما يتمثل في أنبوب الغاز النيجيري المغربي الذي يصل إلى أوروبا، واستثمر فيه المغرب بشكل كبير على اعتبار أنه من بين الحلول التي تضمن الأمن الطاقي للمملكة، وتحد من تداعيات تقلبات السوق الدولية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد من المصادر الموثوقة والأكثر احتمالية، ومن بين أكبر المصدرين على مستوى العالم للغاز سواء تعلق الأمر بحالته السائلة أو الغازية، مشيرا إلى أن المغرب يعد شريكا لأمريكا في منطقة التبادل الحر، ويمكنه أن يستورد الغاز منها.