اقتصادكم

شهدت بورصة الدار البيضاء خلال سنة 2024 تحولًا لافتًا في تركيبة المستثمرين، حيث أبرزت معطيات الهيئة المغربية لسوق الرساميل تنامي دور المستثمرين الأفراد، خصوصًا الأشخاص الذاتيين المغاربة، في حجم التداولات، سواء من حيث الشراء أو البيع.

وأظهر تقرير "سوق الرساميل في أرقام"، أن فئة "الأشخاص الذاتيين المغاربة" استحوذت على أكبر حصة من حجم التداولات من حيث البيع بنسبة 33.4%، أي ما يعادل 19.7 مليار درهم، متجاوزين بذلك حتى هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة التي سجلت 17.3 مليار درهم بنسبة 28.5%.

أما من حيث الشراء، فقد حافظت الهيئات الاستثمارية على صدارة التداولات بنسبة 36.2% (ما يعادل 22 مليار درهم)، تليها فئة المستثمرين الأفراد بنسبة 32.8% (19.6 مليار درهم).

وبالعودة إلى تطور مساهمة المستثمرين حسب الفئات خلال العقد الأخير، يلاحظ أن نسبة الأشخاص الذاتيين المغاربة في حجم التداول ارتفعت بشكل ملحوظ من 23% سنة 2014 إلى 33% سنة 2024، في حين سجلت فئة الهيئات الاستثمارية انخفاضًا تدريجيًا في مساهمتها، إذ تراجعت من 53% سنة 2014 إلى 25% فقط سنة 2024.

هذا التحول يعكس انخراطًا متزايدًا للمستثمرين الأفراد في السوق المالي المغربي، وهو ما يمكن تفسيره بتنامي الوعي المالي، وتحسن سبل الولوج إلى منصات التداول، وكذا انتشار التطبيقات الذكية التي باتت تمثل 5% من التداولات خلال سنة 2024.

ورغم الحضور المحدود للمستثمرين الأجانب في السوق، إلا أن البيانات تبرز استمرار هيمنة المستثمرين المحليين، حيث شكل الأفراد الذاتيون المقيمون النسبة الأهم، في مقابل مساهمة ضعيفة للمستثمرين الأجانب والمؤسسات الدولية.