اقتصادكم
أبانت المملكة المغربية على استعدادها بشكل كامل لتعزيز التعاون الثلاثي المغربي–الأمريكي–الإفريقي، مستندة في ذلك إلى أكثر من 50 اتفاقية استثمار ثنائية، واتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة، فضلًا عن موقعها الجيوستراتيجي الفريد عند ملتقى ثلاث قارات.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الختامية للدورة الـ17 لقمة الأعمال الأمريكية–الإفريقية، التي انعقدت في لواندا، عاصمة أنغولا، وامتدت أشغالها منذ يوم الإثنين.
وأكد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن المغرب، وفي وفاء دائم لانتمائه الإفريقي ورؤية جلالة الملك محمد السادس، يجدد التزامه بمواكبة نشوء شراكة إفريقية–أمريكية تواكب تحديات القرن الحادي والعشرين.
بنية تحتية متقدمة... ورؤية شاملة
وأوضح أن المغرب، بفضل بنيته التحتية الحديثة المتمثلة في ميناء طنجة المتوسط، أكبر موانئ إفريقيا، وأول قطار فائق السرعة في القارة، إلى جانب الميثاق الجديد للاستثمار واستراتيجية تستهدف سلاسل القيمة الإقليمية والدولية، يضع نفسه اليوم كـ منصة هيكلية فاعلة لإطلاق هذا التعاون الثلاثي.
رؤية ملكية للتكامل والازدهار المشترك
وسلط الوزير الضوء على رؤية جلالة الملك، التي تؤمن بـ إفريقيا ذات سيادة، قادرة على التحكم في مصيرها، وتحويل التحديات إلى فرص للاندماج والاستقرار والنمو المشترك، مجسدًا ذلك من خلال مبادرات كبرى، أبرزها:
مبادرة إفريقيا الأطلسية، التي تهدف إلى تمكين دول الساحل غير الساحلية من الوصول إلى المحيط، وتحويل الواجهة الأطلسية الإفريقية إلى فضاء استراتيجي للرخاء المشترك.
مشروع أنبوب الغاز المغرب–نيجيريا، الممتد على أكثر من 5,600 كيلومتر، ويمر عبر 13 دولة إفريقية، ويستهدف خدمة أكثر من 400 مليون نسمة، كأحد أبرز المشاريع القارية الرامية إلى تعزيز السيادة الطاقية والربط الإقليمي.
انخراط ملموس في القارة
كما أشار الوزير إلى مبادرة الإعفاء الجمركي للمنتجات القادمة من الدول الإفريقية الأقل تقدمًا، معتبرًا إياها تجسيدًا عمليًا لالتزام المغرب بالتنمية المشتركة.
وأكد في هذا السياق، أن المؤسسات المغربية، العمومية والخاصة، باتت حاضرة في أكثر من 40 بلدًا إفريقيًا، في قطاعات استراتيجية تشمل التمويل، والاتصالات، والبنية التحتية، والفلاحة، والطاقات المتجددة.
التحول الرقمي... رهان استراتيجي
وفي معرض حديثه عن آفاق التعاون، أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة تمثل مجالات تقاطع استراتيجية بين إفريقيا والولايات المتحدة. فالقارة السمراء، حيث يشكل الشباب دون الثلاثين عامًا 70% من السكان، وتزخر بأكثر من 5,000 شركة ناشئة في المجال التكنولوجي، قادرة على أن تصبح قوة عالمية في الابتكار الشامل.
ولتحقيق هذا التحول، شدد المسؤول المغربي على ضرورة تحقيق ثلاث أولويات:
تكوين أكثر من 230 مليون شاب إفريقي في المهارات الرقمية بحلول 2030؛
تقليص الفجوة الرقمية، حيث لا يزال نحو 600 مليون إفريقي محرومين من الإنترنت؛
بناء حوكمة رقمية ذات سيادة، متجذّرة في خصوصيات وقيَم القارة.
وختم الوزير كلمته بالتأكيد على أن المغرب، المتمسك بجذوره الإفريقية والمسترشد بالرؤية الملكية الرشيدة، مستعد للعمل بكامل طاقته وبشكل حازم ودائم من أجل بناء تحالف تحويلي بين إفريقيا والولايات المتحدة، قائم على الثقة والاحترام المتبادل والطموح لمستقبل مشترك يُصنع لا يُفرض.