اقتصادكم
يواصل المغرب تنفيذ خطط طموحة لتحضير بنيته التحتية الرياضية على أعلى مستوى، وذلك ضمن استعداده لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. ورغم أن الحدث لا يزال بعيدًا بخمس سنوات، فإن المملكة تسير بخطى متسارعة نحو تحقيق جاهزية كاملة، من خلال مشاريع ضخمة لإعادة تأهيل وتوسعة ملاعبها وفق المعايير الدولية الصارمة.
وتتزامن هذه الأشغال مع الاستعدادات لاحتضان كأس الأمم الإفريقية 2025، المقررة ما بين دجنبر 2025 ويناير 2026، وهو ما يجعل من هذه المرحلة مفصلية في مسار تطوير البنية التحتية الرياضية المغربية.
ملاعب عالمية الطراز في قلب المشروع
ضمن خطط مونديال 2030، ستحتضن ستة ملاعب مغربية مباريات البطولة، إلى جانب 11 ملعبًا في إسبانيا وثلاثة في البرتغال. ومن بين الملاعب المغربية التي يجري تجهيزها:
الملعب الكبير الحسن الثاني – الدار البيضاء: بطاقة استيعابية تبلغ 115,000 متفرج، ويُعتبر الجوهرة الأبرز في المشروع.
ملعب الأمير مولاي عبد الله – الرباط (68,700 مقعد).
الملعب الكبير لطنجة (75,600).
الملعب الكبير لأكادير (46,000).
الملعب الكبير لفاس (55,800).
ملعب مراكش الكبير (70,000).
خمسة من هذه الملاعب ستخضع لأعمال تجديد شاملة، بينما يُعد ملعب الحسن الثاني في الدار البيضاء المحور الأساسي لهذا التحول المعماري والرياضي، إذ تطمح المملكة إلى احتضان المباراة النهائية فيه، رغم وجود منافسة من ملعب "سانتياغو برنابيو" في مدريد، في انتظار قرار الفيفا النهائي.
وأكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس لجنة ترشيح مونديال 2030، فوزي لقجع، على الطابع الرمزي والحيوي لملعب الدار البيضاء، قائلاً: "نريد أن تُلعب المباراة النهائية في الدار البيضاء."
استثمار ضخم ورؤية لما بعد البطولة
ترصد المملكة استثمارات تقارب 52 مليار درهم (نحو 5 مليارات دولار) لتأهيل المنشآت الرياضية، في واحدة من أكبر عمليات الاستثمار في القطاع الرياضي المغربي. ومع ذلك، يحذر خبراء من تحديات ما بعد المونديال، خصوصًا ما يتعلق بالاستخدام المستدام للملاعب، تفاديًا لتكرار تجارب دول كالبرازيل وجنوب إفريقيا، حيث أصبحت الملاعب عبئًا ماليًا بعد نهاية البطولة.
ولتفادي ذلك، يتم اقتراح خطط لاستغلال الملاعب مستقبلًا في فعاليات غير رياضية، كالحفلات والمهرجانات والمؤتمرات والمعارض التجارية. كما تُدرس إمكانية التعاقد مع شركات لإدارة حقوق التسمية والرعاية، على غرار تجارب ملاعب "ويمبلي" في لندن و"أليانز أرينا" في ميونيخ.
تقدم كبير في أشغال ملعب الدار البيضاء
على أرض الواقع، أحرز مشروع الملعب الكبير الحسن الثاني بالدار البيضاء تقدمًا مهمًا، حيث حصل تحالف شركتي TGCC وSGTM على صفقة إنجاز المرحلة الثانية من المشروع، بقيمة تبلغ 3.2 مليار درهم وتشمل الأشغال الهندسة الثقيلة، العزل المائي، التركيبات المعدنية، التشطيبات الداخلية، والأعمال الخشبية.
وكان العرض الذي قدمه التحالف المغربي هو الوحيد الذي استوفى الشروط التقنية والمالية بعد غلق باب العروض في 10 يونيو الجاري، ما يجعل المشروع في أيدٍ وطنية قادرة على الإنجاز.
وتسعى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى الانتهاء من أشغال هذا الصرح بحلول دجنبر 2027، أي قبل أكثر من عامين من انطلاق كأس العالم، مما يضع المغرب في موقع متميز لتقديم منشآت رياضية تضاهي المعايير العالمية.