المغرب يستفيد من تصاعد الاحتجاجات ضد السياحة في أوروبا

آخر الأخبار - 26-06-2025

المغرب يستفيد من تصاعد الاحتجاجات ضد السياحة في أوروبا

اقتصادكم

 

تشهد الوجهات السياحية في شمال إفريقيا، وفي مقدمتها المغرب، إقبالًا متزايدًا من السياح البريطانيين، في ظل تصاعد مشاعر الرفض للسياحة الجماعية في عدد من المدن الأوروبية، خصوصًا في إسبانيا، إيطاليا، والبرتغال.

وتزايد الاستياء الشعبي في بعض المدن الأوروبية تجاه السياحة الجماعية، بسبب آثارها السلبية على أسعار السكن والحياة اليومية للسكان المحليين.

وشهدت مدن مثل برشلونة، مايوركا، لشبونة والبندقية، في وقت سابق، احتجاجات حاشدة، رفع خلالها المتظاهرون لافتات تندد بالسياحة المفرطة، بل وصلت بعض الحالات إلى رشّ السياح بالماء كنوع من الاحتجاج الرمزي.

فمع حلول موسم العطلات الصيفية، يتزايد عدد السياح البريطانيين الذين يهجرون الوجهات التقليدية مثل فرنسا وإسبانيا والبرتغال، مفضلين التوجه إلى وجهات أكثر اقتصادًا وقربًا وتنوعًا، مثل المغرب وتونس ومصر.

وبرز المغرب كبديل آمن، اقتصادي، وقريب للسائح الأوروبي، خصوصًا البريطاني، مستفيدًا من التحديات التي تواجهها الوجهات الأوروبية التقليدية. وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد يتحول المغرب في السنوات المقبلة إلى قطب سياحي رئيسي في حوض المتوسط وشمال إفريقيا.

 ارتفاع حاد في عدد الرحلات نحو شمال إفريقيا

بحسب بيانات شركة تحليل الملاحة الجوية Cirium، من المتوقع أن تُسجَّل نحو 19,847 رحلة جوية من المملكة المتحدة إلى شمال إفريقيا خلال عام 2025، مقابل 8,653 رحلة فقط في عام 2019، أي بزيادة تفوق الضعف، وهو ما يعكس تحوّلًا ملحوظًا في ميول السياح البريطانيين.

 المغرب... وجهة مفضلة بفضل التكلفة والقيمة

وفقًا لوكالات السفر البريطانية، فإن المغرب يستقطب طلبًا متزايدًا نظرًا لما يقدمه من توازن بين الجودة والسعر، ما يجعله وجهة مثالية للسياح من ذوي الميزانيات المتوسطة، الذين كانوا في السابق يفضلون مدنًا أوروبية مثل ماربيا، ميكونوس أو سانتوريني، حيث تتراوح تكاليف الإقامة بين 1000 و2700 جنيه إسترليني للفرد، مقارنة بـ889 جنيهًا فقط لإقامة مماثلة في مدينة أكادير الساحلية، بحسب تقارير إعلامية بريطانية.

إضافة إلى الأسعار التنافسية، فإن القرب الجغرافي من أوروبا يلعب دورًا كبيرًا، حيث تصل تذاكر الطيران ذهابًا وإيابًا إلى نحو 30 جنيهًا إسترلينيًا فقط، ما يجعل المغرب مناسبًا للرحلات القصيرة واليوم الواحد.

في هذا السياق، روت سائحة بريطانية، حسب موقع "لاراثون"، أنها قضت سبع ساعات فقط في أكادير برفقة ابنها، استمتعوا خلالها بالشاطئ، وجولة بالتلفريك، ووجبة مغربية، بكلفة لم تتجاوز 120 جنيهًا إسترلينيًا.

يتفوق المغرب أيضًا بتنوعه الطبيعي والجغرافي، من صحراء ممتدة إلى شواطئ جذابة وجبال شاهقة، إلى جانب مناخ معتدل طوال العام، ما يجعله وجهة مناسبة على مدار السنة.