المغرب يشق طريقه في صناعة الطيران العالمية

آخر الأخبار - 23-06-2025

المغرب يشق طريقه في صناعة الطيران العالمية

اقتصادكم

 

أحرزت شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات خطوة جديدة ضمن استراتيجيتها للتوسع الصناعي، من خلال إبرام اتفاق مع شركة Casablanca Aéronautique المغربية لتصنيع قطع ميكانيكية لطائرة 737 MAX. 

وستتولى الشركة، التابعة للمجموعة الفرنسية Figeac Aéro، جزءاً من تصنيع مكونات واحدة من أكثر الطائرات شهرة لدى بوينغ، في إطار خطة المغرب لترسيخ مكانته كمركز إقليمي لصناعة الطيران، في منافسة مباشرة مع الدول الأوروبية التي تركز على تطوير طائرات Airbus.

وقالت إميلي بيلغريد، نائبة رئيس سلسلة التوريد العالمية في شركة Boeing Commercial Airplanes، خلال توقيع الاتفاق الاثنين الماضي: "هذا الاتفاق يعكس رغبتنا في المساهمة في ترسيخ نظام بيئي قوي لصناعة الطيران في المغرب". وأضافت أن الشركة ملتزمة ببناء تعاون مستقر وطويل الأمد مع الصناعة المحلية.

هذا العقد الجديد بين بوينغ وCasablanca Aéronautique ليس خطوة معزولة، بل يندرج ضمن تعاون أوسع بين الرباط وعملاق صناعة الطيران. ففي عام 2016، وقّعت بوينغ اتفاقاً إطارياً مع وزارة الصناعة والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، بهدف تشجيع استقرار المورّدين وتطوير القدرات المحلية، وهو ما ساهم في خلق فرص شغل وجذب فاعلين جدد إلى قطاع يشهد توسعاً مطرداً.

بالتوازي، تخوض الخطوط الملكية المغربية (RAM) مفاوضات متقدمة لتجديد أسطولها عبر صفقة قد تشمل شراء ما يصل إلى 74 طائرة: حوالي 24 طائرة Boeing 787 Dreamliner للرحلات الطويلة، وما يصل إلى 50 طائرة 737 للرحلات القصيرة، وفقاً لمصادر في القطاع نقلتها وكالتا رويترز وبلومبرغ. كما تنظر الشركة في صفقة محدودة مع إيرباص، ما قد يمثل قطيعة مع تقليد طويل من الاعتماد شبه الحصري على بوينغ.

وتخطط الخطوط الملكية المغربية لمضاعفة أسطولها أربع مرات خلال العقد المقبل، في سياق تحضيرات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال. وفي دعم لهذا النمو، تعتزم الحكومة مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطارات لتصل إلى 78 مليون مسافر سنوياً، وهو ما دفعها إلى الانفتاح على شركات طيران أوروبية مثل Ryanair.

بوينغ وإيرباص في سباق على الصفقة المغربية

ورغم أن الخطوط الملكية المغربية من المرجح أن تحتفظ بعلاقتها التاريخية مع بوينغ لتأمين الجزء الأكبر من الطلب، فإن الشركة الأوروبية إيرباص قد تتمكن للمرة الأولى منذ نحو 25 عاماً من بيع نحو 20 طائرة A220 للمغرب، وهو ما قد يفتح مرحلة جديدة في أسطول الشركة. ومن الجدير بالذكر أن الخطوط الملكية لم تشترِ سوى أربع طائرات فقط من إيرباص طوال تاريخها، جميعها من طراز A321 في عام 2001.

وتشير بعض المصادر إلى أن استكمال الاتفاق مع إيرباص قد يعتمد أيضاً على تطورات المفاوضات المتعلقة بحقوق النقل الجوي بين باريس والرباط.

هذا الحراك يعكس الاهتمام المتزايد من القوى الكبرى في مجال صناعة الطيران بالمغرب، الذي يسعى إلى ترسيخ موقعه كمركز استراتيجي ضمن سلاسل التوريد العالمية. وقد نجح المغرب بالفعل في جذب عدد كبير من الشركات المصنّعة والموردين في السنوات الأخيرة، بفضل نموذج تنموي صناعي يجمع بين الحوافز الضريبية، وتكاليف العمل المنخفضة، والاستقرار السياسي. ومن جهتها، تعزز بوينغ بهذه الشراكة موقعها في واحد من أهم الأسواق الإقليمية، في وقت تسعى فيه إلى تنويع الإنتاج وتقليص تبعيتها لسلاسل توريد معرضة للاضطرابات..

وتوظف شركة Casablanca Aéronautique نحو 900 شخص، وتغطي مجالات متعددة من دورة الإنتاج، من التصنيع والتركيب إلى أعمال الصفائح المعدنية ومعالجة الأسطح. واعتبر مديرها العام، موريس هيربلين، أن الاتفاق يشكل خطوة منطقية في علاقة تتطور بشكل مستمر، فيما أدرجه جان-كلود مايويار، المدير التنفيذي لمجموعة Figeac Aéro الأم، ضمن استراتيجية عالمية تجمع بين الحضور الدولي والتنمية المحلية. وقال: "مواقعنا في المغرب تملك إمكانات حقيقية للنمو وخلق القيمة".