الملابس الجاهزة.. التضخم في أسواق أوربا يربك أنشطة المصدرين المغاربة

آخر الأخبار - 27-06-2023

الملابس الجاهزة.. التضخم في أسواق أوربا يربك أنشطة المصدرين المغاربة

اقتصادكم

بعد زيادة سنوية بنسبة 24% في 2021، و19.6% في 2022، انخفضت صادرات الملابس الجاهزة المغربية إلى الاتحاد الأوربي بنسبة 14.1% من حيث القيمة، و21% من حيث الحجم بنهاية الأشهر الأربعة الأولى من 2023.

هذا التراجع من حيث القيمة هو الأقوى بين أكبر عشرة مزودين للسوق الأوربية. ويقع المغرب على النطاق المتوسط، ويتأثر بشكل مباشر بالانزلاق الهبوطي للسوق بسبب التضخم. ووفقًا للخبير الأوربي جان فرانسوا ليمانتور، سيستمر هذا الوضع بالتأكيد طالما ظل التضخم مرتفعًا، أي على الأقل حتى نهاية 2023، خاصة وأن مخاطر الركود الاقتصادي في أوربا كبيرة.

وطبعت هذه السنة ببداية صعبة لمصدري الملابس المغاربة. وانخفضت قيمة صادراتهم إلى الاتحاد الأوربي، الذي يمثل سوقهم الرئيسية، بنسبة 14% خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2023، إلى 823.56 مليون أورو. هذا الأداء الضعيف هو الأقوى بين أكبر عشرة مزودين للسوق الأوربية، إلى جانب الصين (ناقص 14% أيضا)، وفق أحدث الأرقام التي نشرتها جمعية "إيفاليانس" Evalliance للتعاون في النسيج بين الاتحاد الأوربي وجنوب شرق آسيا والبحر الأبيض المتوسط.

ومع هذا التطور، تجاوز المغرب (التاسع)، لأول مرة، تونس (الثامنة) في ترتيب المصدرين الرئيسيين للملابس الجاهزة إلى الاتحاد الأوربي. وفي نهاية أبريل الماضي، تطورت صادرات الملابس التونسية إلى الاتحاد بنسبة 13.6%، إلى 837.92 مليون أورو، وهو الأداء الذي اعتبر الأفضل بين أكبر عشرة مزودين للسوق الأوربية، رغم تراجع رواجها (-4.7% إلى 27.68 مليار أورو).

وسجل أغلب المصدرين، الآسيويين والمتوسطيين، انخفاضًا في صادراتهم إلى الاتحاد الأوربي، سيما المراكز الثلاثة الأولى: الصين (-14%)، بنغلاديش (-3%) وتركيا (-11%). ومن حيث الحجم، تراجعت الصادرات المغربية أيضًا بنسبة 21%، مقارنة بالاستقرار القريب لتونس (-0.9%)، وهي الأرقام التي علق عليها جان فرانسوا ليمانتور بالتأكيد على أن "هناك بلا شك تلاقي عدة عوامل تفسر انخفاض الصادرات من المغرب"، فوفقًا لهذا الخبير، تعاني السوق الأوربية من ركود بسبب التضخم.

ويواجه المستهلكون الأوروبيون من ذوي الدخل المتوسط والمتواضع صعوبة في تلبية احتياجاتهم، ما يدفعهم إلى التضحية بإنفاقهم على الملابس، إما عن طريق عدم شراء المزيد من الملابس، أو قبل كل شيء عن طريق شراء منتوجات أقل تكلفة. وبالتالي يؤدي هذا إلى انخفاض كبير في رواج السوق متوسطة المستوى، لصالح السوق منخفضة المستوى.