اقتصادكم
جددت الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، بمناسبة الدورة 17 لمعرض الفلاحة الدولي بالمغرب التي تقام تحت شعار "الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة"، التزامها بدعم فلاحة رشيدة ومستدامة وخالية من الكربون.
وشاركت الوكالة بشكل فعال من خلال حضور مؤسسي وتقني وعلمي حيث عرضت في رواقها المخصص للعارضين المؤسساتيين مختلف خدماتها الموجهة لمهنيي قطاع الفلاحة، كما شاركت الوكالة في الفعاليات العلمية للمعرض من خلال مداخلة حول النجاعة الطاقية بالقطاع الفلاحي، ويكمن الهدف من هذه المشاركة في التذكير بالأهمية الاستراتيجية للنجاعة الطاقية في التدبير المستدام للطاقة والماء، وتنافسية القطاع والانتقال نحو فلاحة منخفضة الكربون.
في ظل قطاع فلاحي يمثل حوالي 8% في المائة من الاستهلاك الطاقي الوطني، تبدو الرهانات كبيرة. فالفلاحة الوطنية تواجه اليوم تحديا مزدوجا يتمثل في رفع الإنتاجية مع التحكم في استهلاكها من الماء والطاقة. في هذا السياق، تفرض النجاعة الطاقية نفسها كرافعة أساسية، أمام تقاطع الأولويات الاقتصادية والبيئية بالقطاع الفلاحي.
من بين التدابير الأكثر فعالية، نجد اعتماد نظم الري الاقتصادية، واستخدام مضخات ذات كفاءة، واللجوء إلى الطاقات المتجددة - لا سيما الشمسية - لتجديد المعدات والآلات بأخرى أنجع طاقيا، وباعتماد تقنيات طاقية رشيدة وناجعة، يمكن للمزارعين تقليص تكاليف الاستثمار بشكل كبير، وكذا تعزيز مرونة أنشطتهم وتحسين تنافسيتهم.
ويندرج عمل الوكالة في هذا الإطار، من خلال تقديم حزمة متكاملة من الدراسات الطاقية والمساعدة التقنية وأيضا مواكبة تنفيذ الحلول الملائمة. فالضخ الشمسي يبرز بشكل مثالي هذه الديناميكية: بأكثر من 60 ألف مزرعة مجهزة، تسمح هذه التقنية بخفض تكلفة ضخ ماء الري إلى النصف، مع تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة في القطاع بشكل كبير.
أخيرا، وضعت الوكالة التكوين في صميم استراتيجيتها. حيث تقدم دورات تكوينية متخصصة في النجاعة الطاقية بالفلاحة، من خلال مركزها للتكوين المزود بمنصات للأنشطة التطبيقية. إذ تسمح هذه الدورات للمزارعين والتقنيين ومشغلي القطاع اكتساب المهارات اللازمة لتصميم وتشغيل وتحسين أنظمة طاقية متكاملة: معدات فلاحية، وضخ شمسي، وري موضعي، وإدارة غرف التبريد، إلخ. وفي سياق ندرة الموارد وتقلبات تكلفة الطاقة، تستمر الوكالة في مهامها كفاعل عمومي ملتزم بالانتقال الطاقي والبيئي لقطاع الفلاحة.