اقتصادكم - حنان الزيتوني

شهدت عدد من الأسواق الكبرى بمدينة الدار البيضاء خلال الأيام القليلة الماضية اختفاء شبه تام لسمك السردين، ما أثار استغراب وقلق المستهلكين، خاصة من الفئات ذات الدخل المحدود التي تعتبر هذا النوع من السمك وجبة يومية رئيسية.

هذا الوضع المفاجئ يأتي في سياق مرحلة ما بعد عيد الأضحى، التي تعرف تقلبات تقليدية في سلاسل التوزيع، لكنه هذه السنة اتخذ طابعا أخر، في ظل ارتفاع الأسعار وقلة العرض.

سوق مضطرب

وفي هذا السياق، أوضح عبد اللطيف السعدوني، رئيس الكونفدرالية الوطنية لتجار السمك بالأسواق والموانئ المغربية، أن غياب السردين في بعض الأسواق راجع بالأساس إلى اختلال العلاقة بين العرض والطلب. فبعد عيد الأضحى، عادة ما يتراجع الإقبال على السمك، في وقت ترتفع فيه وتيرة الصيد، وهو ما ينعكس على أسعار بعض الأنواع، خصوصا الأسماك البيضاء مثل “الصول”، و”الميرلون”، و”القمرون”، التي تبقى في متناول المستهلك في بعض المناطق الساحلية القريبة من موانئ التبريد والتفريغ.

وأكد السعدوني في اتصال مع موقع "اقتصادكم"، أن السردين تحديدا عرف ارتفاعا في سعره خلال الأيام الماضية بسبب ضعف نشاط مراكب الصيد الساحلي التي لم تخرج بشكل منتظم إلى البحر، سواء في الجنوب أو الوسط أو حتى الشمال.

وأوضح أن ما يوجد حاليا في الأسواق مصدره ما يعرف بـ”السويلكة”، أي الصيد التقليدي من القوارب الصغيرة، وهو ما يفسر محدودية الكميات وارتفاع أسعار الصناديق، التي وصلت إلى ما بين 180 و250 درهما، ما يعني أن سعر الكيلوغرام الواحد في أسواق القرب قد يتراوح بين 15 و20 درهما.

تحسن مرتقب

وأضاف السعدوني أن هذا الارتفاع يظل ظرفيا، ومن المتوقع أن يعود السردين إلى الأسواق بشكل تدريجي خلال الأيام المقبلة، أي حوالي أسبوعين بعد عيد الأضحى، وهو الإيقاع المعتاد لسوق السمك في هذه المرحلة من السنة.

وتوقع أن تنخفض الأسعار لتستقر في حدود 10 دراهم للكيلوغرام، وهو ما سيسمح للأسر محدودة الدخل باستعادة هذا العنصر الأساسي في وجباتها الغذائية اليومية، خصوصا وأن السردين يمثل أكثر من 70% من حجم استهلاك المغاربة من المنتجات البحرية.

وأكد السعدوني أن السردين لا يعد فقط خيارا غذائيا شعبيا، بل هو عنصر مهم في الأمن الغذائي للمملكة، لما يوفره من قيمة غذائية عالية، وسعر مناسب إذا توفرت شروط التوزيع والتسويق الجيدين، داعيا إلى تعزيز تنظيم السوق وضمان التوازن بين الإنتاج والتوزيع لتفادي الأزمات المتكررة.