اقتصادكم
من المتوقع أن تتراوح حصيلة الحبوب في هذا الموسم الفلاحي حوالي 35 مليون قنطار، وفقًا لتقديرات أولية لبنك المغرب، وهي أقل بكثير من التوقعات الحكومية التي كانت تقدر بـ 70 مليون قنطار، لكن النتيجة كانت ستسوء أكثر لو لم تكن الأمطار الأخيرة التي أعادت الحياة للقطاع الفلاحي وأعطت الأمل للمهنيين والفلاحين.
واستفادت مخزونات المياه في السدود بشكل كبير من هذا الإمداد، حيث بلغ حجم المياه المخزنة، إلى غاية فاتح أبريل، 6.45 مليار متر مكعب، مما يمثل نسبة تعبئة قدرها 38.31%، ويبدو أننا قد نتجاوز نسبة 40% في الأيام المقبلة.
وأبدى أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال زيارة قام بها إلى فاس، تفاؤلاً حذرًا بشأن تطور الموسم، وأكد "التزام وزارة الفلاحة المستمر بدعم الفلاحين، والاستماع إليهم، وتعزيز مشاريع تحديث أنظمة الري، وترويج الحلول المبتكرة من أجل زراعة مستدامة وقادرة على الصمود".
وأشار الوزير إلى اعتماد تقنيات ذكية لمواجهة التغيرات المناخية، حيث تساعد هذه الحلول في "ضمان استدامة الإنتاج الفلاحي، والحفاظ على استدامة التنمية الزراعية، ودعم الاقتصاد القروي".
ويجب الإشارة إلى أن الأمطار الأخيرة جاءت في الوقت المناسب، إذ ساهمت في تعزيز الموارد المائية وتزامنت مع فترة زراعة المحاصيل الربيعية. وتشمل هذه المحاصيل عدة قطاعات مثل الحبوب المتأخرة المعروفة بـ "المزوزي"، الأشجار المثمرة، البقوليات، المحاصيل العلفية والخضروات.
وأوضح المهندس الزراعي عبد المؤمن كنوني، في تصريح لجريدة "فينونس نيوز": "لم يتمكن العديد من الفلاحين من زراعة أراضيهم خلال الفترة الخريفية بسبب نقص الأمطار. كانت عملية تجهيز التربة صعبة خاصة في المناطق البورية. لتعويض التأخير، يركز معظم الفلاحين الذين لم يزرعوا المحاصيل الخريفية على المحاصيل الربيعية. مستفيدين من الظروف المناخية المناسبة، يسعون لزرع المحاصيل باستخدام أصناف متوافقة مع هذه الفترة من السنة".
وأكد كنوني: "على الرغم من دورها الاقتصادي، إلا أن بعض المحاصيل الربيعية مثل البقوليات لها تأثير إيجابي على تثبيت النيتروجين في التربة. وفي إطار الزراعة البورية، تحقق الأراضي المزروعة عوائد جيدة خاصة مع زيادة رطوبة التربة".
ويذكر أنه في موسم عادي، تبلغ المساحة المزروعة بالمحاصيل الربيعية حوالي 400.000 هكتار في جميع أنحاء المملكة. لكن بسبب الجفاف المستمر خلال السنوات الست الماضية، انخفضت المساحة لتقتصر على 250.000 هكتار فقط.