تعديلات واستثمارات ضخمة.. كيف يواجه المغرب تحديات نقل الهيدروجين الأخضر؟

آخر الأخبار - 27-08-2024

تعديلات واستثمارات ضخمة.. كيف يواجه المغرب تحديات نقل الهيدروجين الأخضر؟

اقتصادكم - سعد مفكير

 

تواجه مشاريع الهيدروجين الأخضر تحديات كبيرة تتعلق أساسا بنقل هذه المادة، من مصادر الإنتاج إلى مراكز الاستغلال، حيث أصبحت كيفية نقل الهيدروجين بؤرة الاهتمام في الوقت الحالي، مع السعي لتعزيز دور الوقود النظيف في استهلاك الطاقة حول العالم.

ويمكن نقل الهيدروجين لمسافات طويلة عن طريق خطوط الأنابيب، وهي الطريقة التي أبدى المغرب في وقت سابق رغبته في دراستها، عن طريق استغلال خط أنابيب الغاز الطبيعي "المغرب العربي وأوروبا" الذي يربطه بإسبانيا والذي كان يُصَدَّر من خلاله الغاز الجزائري إلى مدريد، قبل أن يتوقف تجديد العقد يوم 31 أكتوبر من عام 2021.

بيد أن دراسة جديدة أظهرت أن البنية التحتية الحالية للغاز الطبيعي "غير صالحة للاستعمال في الغالب" لنقل الهيدروجين، في ظل الجهود الرامية إلى تجربة مزج الوقود منخفض الكربون بأنظمة الغاز الحالية.

واعتبر عبد الصمد الملاوي، أستاذ جامعي وخبير دولي في تكنولوجيا الطاقات المتجددة، في حديثه مع موقع "اقتصادكم" أن مسألة نقل الهيدروجين تدخل من بين التحديات التي يواجهها المغرب في مسار الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، حيث أن "العالم يتوجه نحو استغلال واستبدال مصادر الطاقة الأحفورية بمصادر طاقة نظيفة وهو خيار استراتيجي لا مفر منه"، حسب المتحدث ذاته.

وأضاف الخبير الطاقي أن المغرب يسير بخطوات ثابتة في هذا الصدد، مشيرا إلى أن "عرض المغرب" يبين أهمية هذا التوجه في الاستراتيجية الوطنية للطاقة، كما أن الاتحاد الأوروبي صرح أنه يحتاج لـ 10 ملايين طن من الهيدروجين سنويا قد يلبي جزء منها المغرب، الذي يسعى لتصدير ما بين 3 إلى 4 ملايين طن سنويا إلى أوروبا، لعدة اعتبارات أبرزها تموقع المغرب المهم في إنتاج الكهرباء الخضراء. كما أبانت دراسة فرنسية مؤخرا أن الهيدروجين الأخضر المستورد من المغرب سيكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة بالنسبة للاتحاد الأوروبي من إنتاجه محليا في أوروبا، لكن التحدي الكبير يبقى مسألة تدبير النقل واللوجستيك.

المتحدث ذاته أكد أن الأنابيب المخصصة للغاز الطبيعي يمكنها نقل الهيدروجين الأخضر، لكن لست كلها، إذ يتطلب ذلك إحداث تعديلات واستثمارات ضخمة لتكييفها، لأن نقل الهيدروجين الأخضر يتطلب ضغطا أعلى بكثير من نقل الغاز الطبيعي، وبالتالي يجب إعادة هيكلة وصيانة واستبدال مجموعة من الأنابيب لكي تتحمل هذا الضغط الذي يصل إلى 700 بار.

وأوضح الخبير الطاقي في حديثه مع موقع "اقتصادكم" أن المواد التي تصنع منها هذه الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي قد لا تكون أحيانا ذا فائدة بالنسبة لنقل الهيدروجين، لأنه أصغر ذرة ويمكنه أن يتسرب عن طريق الشقوقات الصغيرة الموجودة في الأنابيب، أو من المواد التي تصنع منها، عكس الغاز الطبيعي، يضيف الأستاذ الجامعي، الذي يتكون من جزيئات كربونية كبيرة وبالتالي لا يمكنها النفاذ من هذه الشقوق، وهذا يعني أنه يجب استبدالها لتتحمل نقل هذه المادة الحيوية، مشددا على أن السلامة تبقى من بين المتطلبات الأساسية لنقل الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى التكلفة الباهضة التي يتطلبها تكييف هذه الأنابيب مع الهيدروجين.

وختم الملاوي حديثه بالقول إن عرض المغرب جاء بمجموعة من المراحل أولها تطوير كفاءة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، عن طريق الماء والطاقات المتجددة والكهرباء الخضراء، والمرحلة الثانية تتعلق بالتخزين، والمرحلة الثالثة تتعلق بنقل الهيدروجين الأخضر من مصادر الإنتاج إلى مصادر الإستهلاك، لافتا النظر إلى أن المغرب، حسب بعض الدراسات، يمكنه إنشاء أنابيب خاصة لنقل الهيدروجين الأخضر من المناطق الجنوبية ومن محطات إنتاجه في ورزازات وأكادير والداخلة إلى طنجة كمقر لتخزين الهيدروجين الأخضر في الميناء قبل نقله إلى أوروبا عبر أنابيب خاصة، والهدف هو ربط أكبر عدد ممكن من مراكز الإنتاج عبر هذه القنوات الجديدة.