"حرارة لا ترحم وماء شحيح" يهددان قطاع الدواجن بالمغرب

آخر الأخبار - 02-06-2025

"حرارة لا ترحم وماء شحيح" يهددان قطاع الدواجن بالمغرب

اقتصادكم - حنان الزيتوني

 

بين لفحات الشمس الحارقة وهدير التوقعات المناخية القاسية، يعيش مهنيو قطاع الدواجن بالمغرب حالة من الترقب والقلق الشديدين. الحرارة المرتفعة وندرة المياه باتتا عاملين مقلقين، يهددان استقرار سلسلة إنتاج لحوم الدجاج في المملكة، سيما مع توقعات باستمرار هذا الوضع طيلة شهور الصيف. 

والخشية الكبرى التي تراود المنتجين ليست فقط من التأثيرات اللحظية على القطيع، بل من الأثر الممتد الذي قد يطال العرض الوطني خلال الأشهر المقبلة، بل وربما إلى نهاية السنة، في حال لم يتم اتخاذ إجراءات استباقية حازمة، وفق ما يؤكده عدد من الفاعلين المهنيين.

تخوف مستقبلي

وفي هذا السياق، اعتبر مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، أن "استمرار موجات الحرارة المفرطة، في ظل الشح المائي الذي تعاني منه الضيعات، من شأنه أن يؤدي إلى تراجع ملموس في الإنتاج الوطني من الدواجن على المدى المتوسط والبعيد".

وأشار المنتصر في تصريح لموقع "اقتصادكم"، إلى أن العديد من الضيعات تعاني من ندرة كبيرة في المياه، وهو ما دفع عددا من المنتجين إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة للحفاظ على القطيع، ما يزيد من كلفة الإنتاج بشكل خانق. وأضاف أن الجمعية سبق أن راسلت وزارة الفلاحة بخصوص هذا الوضع دون أن تتلقى استجابة عملية إلى حدود الساعة.

تجهيزات تخفف ولكن لا تحل

ورغم توفر عدد من الضيعات على تجهيزات متطورة، خاصة الرشاشات والتبريد الاصطناعي، إلا أن المهنيين يرون أنها تبقى حلولا جزئية لا تكفي لضمان استقرار مستدام في ظل موجات حرارة متكررة ومتصاعدة.

المصادر المهنية أوضحت أن الموجة الأخيرة من الحرارة لم تسجل تأثيرات آنية على المنتوج، غير أن التحدي الأكبر يكمن في استمرارية الظروف المناخية القاسية خلال الأسابيع المقبلة، والتي قد تخلف تأثيرات مباشرة على نمو الدواجن وصحتها، وبالتالي على كميات اللحوم المنتجة.

أزمة تلوح في الأفق

ومن جانبه، أبدى المنتصر استياءه من رفض عدد من العمالات تزويد المربين بالماء، بدعوى أن "المياه المتوفرة مخصصة فقط للشرب"، في حين أن تربية عشرة آلاف دجاجة، كما يقول، لا تستهلك أكثر من 5000 لتر ماء تقريبا، وهو ما اعتبره رقما "معقولا لا يشكل ضغطا على الموارد".

وحذر المتحدث من أن استمرار هذا المنع قد يؤدي إلى توقف بعض الضيعات الصغيرة والمتوسطة، ما سيخلق اختلالات في سلسلة التوزيع وارتفاع محتمل في الأسعار خلال الأشهر القادمة.

الإنتاج على المحك

وعلى الرغم من أن الوضع لا يزال مستقرا نسبيا في الوقت الحالي، حيث إن الإنتاج ما يزال وفيرا حسب الجمعية، إلا أن التوقعات المناخية ترجح استمرار موجات الحرارة، مما يضع المهنيين أمام اختبار حقيقي لقدرة القطاع على الصمود في وجه أزمات مزدوجة: حرارة لا ترحم وماء شحيح. 

ويأمل المهنيون أن تتحرك الجهات الوصية سريعا لإيجاد حلول بديلة، مثل إحداث آبار خاصة للضيعات أو تخصيص حصص مائية لتربية الدواجن، تجنبا لتداعيات قد تمس بالأمن الغذائي الوطني، لا سيما في ظل طلب متزايد على لحوم الدواجن في الأسواق الوطنية.