اقتصادكم-ايمان البدري

كشف الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، عن المخاطر الصحية المرتبطة بانتشار "بق الفراش"، موضوع إشعار باليقظة من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية منذ أمس الثلاثاء، موضحا أن انتشار الحشرة سواء في المنازل أو الأماكن العمومية، يمكن أن يتسيب للإنسان ببعض الالتهابات والتقرحات الجلدية الطفيفة.

وأضاف حمضي أن حشرة "بق الفراش"، المنتشرة في فرنسا حاليا، تتغدى على دم الإنسان، معترفا بتأثيرها الكبير على الصحة النفسية للمواطنين، خصوصا ما يتعلق باستقرار النوم والرهاب من الحشرات، موضحا في اتصال هاتفي مع "اقتصادكم" بالقول، إنه "لا توجد، استنادا إلى القواعد العلمية، أي دراسات تؤكد أن بق الفراش ينقل بعض الأمراض المعدية أو الفيروسات أو البكتيريات من جسم إلى أخر".

وتابع الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن هذه الحشرة، يمكن أن تشكل تهديدا كبيرا للإنسان من خلال انتشارها السريع في الأماكن العمومية، مثل ما حدث لفرنسا، وذلك عندما تجد الظروف الملائمة للانتقال، سواء عن طريق نقلها عبر السفر أو اقتناء الأفراد أشياء قديمة وإدخالها إلى المنزل.

ونبه لمتحدث ذاته، إلى مقاومة حشرة "بق الفراش" بالإضافة المبيدات الحشرية، الأمر الذي يعقد عملية مكافحة انتشارها، موضحة أن كلفة القضاء عليها تصل إلى حوالي 10 آلاف درهم، أي مليون سنتيم في المتوسط، وذلك بالاستعانة بمتخصصين .

 وذكر حمضي، بأن "بق الأفرشة"، حشرة تعيش منذ آلاف السنين مع الإنسان، تم القضاء عليها بشكل نهائي، في الدول المتقدمة بعد الحرب العالمية الثانية، أي منذ ما يقارب 70 سنة، وذلك، باستعمال، مبيد حشري يسمى  "DDT".

وأشار إلى أنه في 30 سنة الأخيرة، عادت حشرة “بق الفراش” إلى العديد من الدول، من بينها  فرنسا، إذ سجلت سنة 2018 حوالي 400 ألف مكان غزته حشرة البق،إضافة إلى ذلك أظهرت الدراسات أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة بفرنسا، عانت أسرة من كل عشرة من مشكل البق الأفرشة، وذلك راجع إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية، تم استعمال مبيد حشري، وتم منعه بعد ذلك، لأنه كان يستعمل في الحشرات وأيضا مبيد فلاحي، وتسبب في عدة أضرار صحية من بينها تسمم الجهاز العصبي للإنسان، وبالتالي فقد تم منع استعماله الفلاحي، مشيرا إلى أن هذا المبيد الحشري "DDT"، فعال في قتل الحشرات التي تساهم في نقل الملاريا.

وقال حمضي، أن المشكل المطروح هو أن عددا من الدول توقفت عن استعمال المبيد الحشري المذكور، مباشرة بعد منع استخدامه في الفلاحة، إذ تم حظره كي يحافظ على فعاليته في قتل الحشرات.

وأوصى الباحث في السياسات والنظم الصحية جميع المواطنين، بأخذ الحيطة والحذر خاصة الذين يسافرون كثيرا داخل وخارج المغرب، ويكثرون المنازل المفروشة، من أجل تفادي انتشار حشرة "بق الأفرشة".

ونبه المصدر ذاته، في تصريحه إلى ضرورة تفتيش غرف الفنادق أو الشقق المفروشة قبل النوم فيها، بحثا عن آثار هذه الحشرة في الأفرشة، من أجل تفادي نقلها الى منازلهم، مشددا على عدم اقتناء الأفرشة والملابس القديمة.

شدد الطيب حمضي على ضرورة الاستعانة بمتخصصين في الميدان بمجرد العثور على حشرة البق في الأفرشة، موضحا بأن انتشار هذه الحشرة ليست له علاقة بالنظافة بصفة نهائية.