اقتصادكم
في خطوة تهدف إلى تعزيز الحضور المغربي في الأسواق الخارجية، تستعد 20 شركة لبدء زيارة تجارية إلى مصر مطلع ماي المقبل، إذ تسعى هذه البعثة إلى بحث فرص رفع الصادرات المغربية وتقليص العجز الكبير الذي يثقل كفة الميزان التجاري بين البلدين.
وحسب حسن السنتيسي، رئيس الجمعية المغربية للمصدرين في مقابلة مع "الشرق"، فإن المغرب يسعى لزيادة صادراته إلى مصر بنحو 6 أضعاف إلى 500 مليون دولار بحلول العام المقبل.
ومن جعته قال رئيس مجلس الأعمال المصري المغربي نزار أبو إسماعيل، إن مصر وعدت برفع واردات المغرب إلى 500 مليون دولار خلال 3 سنوات.
كان تدفق التجارة بين البلدين تعثر العام الماضي بعد تعليق المغرب لدخول البضائع المصرية، بسبب أن التبادل التجاري بينهم "غير متكافئ"، حيث يسجل المغرب عجزاً تجارياً كبيراً مع القاهرة، حيث تبلغ الصادرات للمملكة نحو 96% من حجم التجارة بين البلدين بينما لا تتعدى الواردات 4% فقط.
واتفق حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري ونظيره المغربي عمر حجيرة الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية في الرباط، فبراير الماضي على فتح صفحة تجارية جديدة بين مصر والمغرب.
أضاف نزار أبو إسماعيل: "حددنا 8 شركات مغربية تعمل في قطاعات متنوعة تشمل الصناعات المكملة للسيارات والصناعات الغذائية ومكسبات الطعم ومركزات العطور، لرفع صادراتها إلى القاهرة".
ارتفع التبادل التجاري بين مصر والمغرب بنحو 27% على أساس سنوي إلى 1.08 مليار دولار خلال 2024 في مقابل 851.96 مليون دولار خلال 2023، ويرجع ذلك لزيادة الصادرات المصرية للمملكة بنسبة 24.6% إلى 1.03 مليار دولار، وفي مقابل نمو الواردات المصرية من المغرب بنسبة 100.7% إلى 46.27 مليون دولار، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
اتفقت الدولتان خلال الفترة الماضية على مساعدة المصدرين المغاربة في زيادة صادراتهم لمصر، بحسب رئيس المجلس مشيراً إلى أن الزيارة تُعد فاصلة لا بد من نجاحها حتى لا تعود الأزمة مرة أخرى.
علي معيو رئيس لجنة المعارض والتظاهرات الوطنية بغرفة التجارة والصناعة والخدمات للدار البيضاء، قال لـ"الشرق" إن الزيارة ستضم أكثر من 20 رجل أعمال مغربياً، بمشاركة جمعية المصدرين المغاربة في الرابع من شهر مايو المقبل.
يرتبط البلدان باتفاقيات تجارة عدة، أهمها اتفاقية "أغادير" للتبادل الحر منذ عام 2007، وتشمل أيضاً الأردن وتونس، وهي متعلقة بتأسيس منطقة تبادل حر بين الدول العربية المتوسطية لتنمية المبادلات التجارية وتحريرها وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.
أضاف أن الزيارة تتضمن عقد لقاءات ثنائية مع الشركات المصرية، وبحث فرص زيادة الصادرات المغربية للقاهرة، مشيراً إلى أن المنتجات المصرية خاصة الغذائية والأثاث والزجاج وأدوات المائدة والحاصلات الزراعية مطلوبة في السوق المغربية، ولكن خلال الأزمة التي حدثت مؤخراً قامت شركات المملكة بالبحث عن أسواق بديلة لاستيراد السلع الغذائية والأرز والفاصوليا لتعويض النقص الذي حدث في المنتجات المصرية.
تشمل واردات المغرب من مصر الأمونيا والإطارات المطاطية والخشب والكاكاو والخضراوات المعلبة والتمور والبذور الزيتية وزيت الصويا والزجاج. بينما تصدر المملكة السيارات وأجزاءها والتوابل وحمض الفوسفوريك والفواكه والسكر والموصلات الكهربائية والسمك المعلب.