اقتصادكم
انضمت "أكوا باور" السعودية إلى الشركات التي أبدت اهتمامها باستكشاف فرص جديدة للهيدروجين الأخضر في المغرب كـ"توتال إيرين" و"CIP".
وتسعى الشركة السعودية إلى الانخراط في تطوير سوق الهيدروجين الأخضر في المغرب، خاصة أن المملكة تعد من بين الدول التي تعمل جاهدة على التخلص من الوقود الأحفوري والتحول نحو الطاقة النظيفة، حيث تطمح إلى رفع اعتمادها على الطاقات المتجددة إلى 52% بحلول سنة 2030.
وتعتبر شركة "أكوا باور" من المشاركين في مشروع محطة "نور" للطاقة الشمسية بورزازات، وتملك فكرة واضحة عن مجال الطاقة المتجددة في المغرب بفضل عملها في محطة "نور" بورزازات ومزرعة الرياح "خلادي" بمدينة طنجة ، وتسعى الشركة الرائدة في توليد الطاقة وتحلية المياه إلى توسيع نشاطها في المغرب من خلال سوق الهيدروجين الأخضر.
وأكد المدير المالي لشركة "أكوا باور"، عبد الحميد المهيدب، لصحيفة "ذا ناشيونال" على هامش معرض دبي للمياه والطاقة والتكنولوجيا والبيئة: "لتنمية محفظتنا، نتطلع إلى خط أنابيب يضم 20 دولة في السنوات العشر المقبلة، ونستهدف بشكل أساسي بلدان أفريقيا وآسيا بما في ذلك جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى"، مشيرا إلى أن "أكوا باور" أضافت بشكل رسمي الهيدروجين الأخضر إلى تركيزها على الطاقة والمياه كجزء من تطور ونمو الشركة.
وبينما يسعى المغرب إلى زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المحلية إلى 80% بحلول سنة 2050 ، فإن أزمة المياه الحادة في البلاد تهدد خطط إنتاج الهيدروجين الأخضر حيث أن عملية التحليل الكهربائي المعتمدة، التي تعمل بالطاقة المتجددة، تنتج هيدروجينا خاليا من الكربون من الماء.
وتأخر المغرب في دخول سباق الهيدروجين الأخضر، رغم أنه كان من الدول السباقة، على مستوى المنطقة، للمراهنة على إنتاج هذه المادة. ورغم وجود معظم الظروف المواتية لتصنيعها بأقل تكلفة ممكنة، علما أنه تم قبل عامين إحداث لجنة خاصة لمواكبة استراتيجية تطوير الطاقات المتجددة وتقليص الانبعاثات الغازية للحد من مخاطر التغيرات المناخية.
وعهدت إلى اللجنة مهام تتعلق بتتبع وإنجاز الدراسات الخاصة بمجال تطوير الهيدروجين الأخضر وسبل إنتاج هذه المادة وتحويل المغرب إلى أحد الدول الرائدة في هذا المجال، من خلال إمداد السوق الوطنية بأربعة تيرواط في الساعة وتصدير 10 تيرواط في الساعة في أفق سنة 2030.
ويتوفر المغرب على العديد من المميزات التي تجعله قادرا، بحسب المهتمين والباحثين في مجال الطاقات المتجددة والبيئة، على المساهمة بشكل فعال في قطاع الهيدروجين الأخضر، خاصة فيما يتعلق بالعوامل المناخية الملائمة والمؤهلات البشرية واللوجستيكية والموقع الجغرافي الذي تمتاز به المملكة، التي كانت من الدول السباقة إلى المراهنة على وضع إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن أولوياتها، قبل أن تتأخر على مستوى التنفيذ.
وكانت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رونو باسو، قد أكدت أن المغرب قادر على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة في العالم، بفضل الموارد الشمسية والريحية التي يملكها.
ووضع تصنيف الوكالة الدولية للطاقات المتجددة "أيرينا"، المغرب في المركز الرابع عالميا، ضمن لائحة البلدان المرشحة لأن تصبح منتجة رئيسية للهيدروجين الأخضر بحلول سنة 2050، حيث توقع التقرير أن يغطي الهيدروجين المتوقع إنتاجه في المملكة قرابة 12% من استخدام الطاقة العالمي.