اقتصادكم - سعد مفكير

أثار مصطلح "زيارة دولة" التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، من يوم الإثنين 28 إلى يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024، انتباه المتتبعين، لما تحمله من معنى وازن في العرف الدبلوماسي الدولي وميثاق الزيارات الدولية التي يقوم بها القادة وكبار المسؤولين.

ومما جاء في بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أنه "بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، سيقوم فخامة السيد إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية وحرمه السيدة بريجيت ماكرون، بزيارة دولة للمملكة المغربية، من يوم الإثنين 28 إلى يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024"، فماذا تعني "زيارة دولة" وما ترتيبها وأهميتها ضمن الزيارات الرسمية؟

تعتبر زيارة دولة أعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسمها الخاصة وبرامجها المميزة، إذ تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي.

وحسب تقارير متنوعة، فإن "زيارة دولة" لا تكون إلا بدعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة لنظيره رئيس الدولة الزائر، وهو ما جاء في بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، فيكون فيها الزائر ضيفا شخصيا ويسكن في أحد مقرات الإقامة الرسمية حتى نهاية الزيارة. وكقاعدة عامة لا تقام لأي رئيس من نفس الدولة إلا مرة واحدة أثناء مدة حكمه.

وتدخل "زيارة دولة" في خانة أعلى مراتب الزيارات الرسمية وتحمل في طياتها دلالات سياسية واقتصادية وثقافية هامة وتسودها أجواء احتفالية وشرفية كبيرة -على صعيديْ الاستقبال والتوديع- تنظمها الدولة المضيفة للرئيس الزائر، ويراعى فيها التقيد التام بجميع إجراءات البروتوكول بعد التوافق عليها بين الطرفين قبل بدء الزيارة.

وقد يُدعى الضيف إلى زيارة البرلمان، وربما قد يسُمح له بإلقاء خطاب فيه، وهي الخطوة المرتقبة من الرئيس الفرنسي الذي قد يوجه خطابا من البرلمان بغرفتيه. وفي العادة يكون طول "البساط الأحمر" الذي ينزل عليه رئيس الدولة الزائر 50 مترا.

وتستوجب "زيارة دولة" عادة تنظيم حفل غداء أو عشاء يكون فيه الرئيس الزائر "ضيف شرف"، حيث يرتقب أن يتم تنظيم عشاء رسمي في القصر الملكي على شرف الرئيس الفرنسي، مع وضع برنامج محادثات وزيارات منوعة لبعض الأماكن والمعالم.