اقتصادكم
استغل القطاع غير المهيكل الفرصة لينهش شركات النسيج والألبسة من جديد، إذ يراهن على تصريف أكبر حجم من المنتوجات خلال هذه المناسبة الدينية، التي يتزايد خلالها الطلب على الملابس الجاهزة، العصرية والتقليدية.
وفي جولة بأسواق البيضاء، عاينت "اقتصادكم" حضورا مهما لمنتوجات القطاع غير المهيكل، التي اختارت "الفراشات" وبعص المتاجر منصة لعرضها. يتعلق الأمر بملابس يقل سعرها عن المصنعة في وحدات الإنتاج الهيكلة بنسب تتراوح بين 40 % و70، مستغلة الظرفية الاقتصادية الصعبة التي تمر منها الأسر، إذ تجذبها الأسعار المنخفضة، على حساب اعتبارات الجودة.
وبهذا الخصوص، أكد جمال منصوري، خبير اقتصادي وباحث في نظم الإدارة، في اتصال هاتفي مع "اقتصادكم"، أنه في ظل غياب أي إحصائيات دقيقة حول نشاط القطاع غير المهيكل بصناعة النسيج والألبسة، فإن التقديرات تشير إلى تحقيقه حوالي 60 % من رقم معاملاته السنوية خلال فترة عيد الفطر، إذ يرفع وتيرة الإنتاج في رمضان استعدادا لهذه المناسبة.
ويضيف منصوري، أن وحدات النسيج السرية تراهن على تكلفة منخفضة، من خلال الاعتماد على مواد أولية رديئة الجودة، ويد عاملة تشتغل بأجور متدنية، دون تحملات اجتماعية، وبالتالي تسوق منتوجاتها بأسعار أقل من تلك المقدمة من قبل الوحدات المهيكلة، التي تتحمل تكاليف إنتاج مهمة، متأثرة بارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة، إضافة إلى الالتزامات الاجتماعية والجبائية.
وللتقرب أكثر من حجم الأضرار المادية الذي تتكبدها مقاولات النسيج والألبسة جراء منافسة القطاع غير المهيكل، تشير نتائج دراسة أنجزتها المؤسسة الفرنسية للموضة لفائدة الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، إلى تخصيص المغاربة ميزانية في حدود 1251 درهم لتغطية مصاريف الألبسة والكسوة، فما يصل رقم معاملات سوق الملابس الجاهزة بالمغرب إلى 40 مليار درهم، إلا أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن حجم السوق الداخلية، لا يتجاوز 18 مليار درهم.
وتثير هذه الأرقام تناقضات تجد تفسيرها في عدم احتساب الجهات الرسمية حجم القطاع غير المهيكل عند تحديد قيمة رواج السوق الداخلية، وبالتالي فيما أكدت الدراسة الفرنسية أن 78 % من قيمة المبيعات داخل السوق، تمر عبر قنوات التوزيع التقليدية، مثل الأسواق والمعارض والقيساريات.