في ظل سياق دولي متوتر.. أمريكا تدعم سيادة المغرب وتمنحه معاملة جمركية تفضيلية

آخر الأخبار - 09-04-2025

في ظل سياق دولي متوتر.. أمريكا تدعم سيادة المغرب وتمنحه معاملة جمركية تفضيلية

اقتصادكم

 

تعيش العلاقات المغربية الأمريكية حالة من الزخم الإيجابي في حين يعيش جزء كبير من العالم على وقع زلزال تجاري/سياسي أثارته الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وجددت الولايات المتحدة الأمريكية تأكيد اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، خلال لقاء جمع الثلاثاء بواشنطن، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي، ماركو روبيو، جدد هذا الأخير "التأكيد على أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء"، بعد أيام فقط من تمكن المملكة من الاحتفاظ بمعاملة تفضيلية نسبيا من الولايات المتحدة، مع فرض تعريفة جمركية بنسبة 10%، وهو الحد الأدنى الذي حددته الإدارة الأميركية في ظل سلسلة من التعريفات الجمركية التي تؤثر على أوروبا وآسيا ومعظم أفريقيا.

وجدد ماركو روبيو التأكيد على أن الولايات المتحدة "ما تزال تؤمن بأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد ذو الجدوى"، مؤكدا أن "الرئيس الأمريكي يحث الأطراف على الانخراط في محادثات من دون تأخير على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الإطار الوحيد للتفاوض على حل مقبول من الأطراف كما ستعمل الولايات المتحدة على تسهيل إحراز تقدم نحو هذا الهدف".

تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على سيادة المغرب الكاملة على الصحراء، بالإضافة إلى المعاملة التفضيلية في التعريفات الجمركية، يعكسان عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين.​

علاقات تاريخية ومتينة

إن العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة مبنية على أسس تاريخية واستراتيجيات وجيوسياسية تتعزز باستمرار مع مرور الوقت. وكما تشير راما ياد، مديرة مركز أفريقيا في المجلس الأطلسي، فإن "المغرب من أقدم حلفاء الولايات المتحدة"، إذ كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أمريكا عام 1777. وقد تم إضفاء الطابع الرسمي على هذه العلاقة من خلال معاهدة السلام والصداقة عام 1786، والتي لا تزال سارية المفعول. ومنذ ذلك الحين، أثبتت الرباط أنها شريك موثوق به في قضايا رئيسية، مثل مكافحة الإرهاب الدولي، وتم تعيينها حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي في عام 2004.

المغرب: حليف موثوق واستراتيجي

يلعب المغرب دورًا محوريًا في استقرار المنطقة، ويُعتبر حليفًا موثوقًا للولايات المتحدة. التعاون المشترك في مجالات مكافحة الإرهاب، تعزيز التسامح الديني، والوساطة في النزاعات الإقليمية، وكذلك التعاون العسكري، يعكس التزام المغرب بتعزيز الأمن والسلام الدوليين.​

تطوير العلاقات السياسية وتأثيرها الاقتصادي

تُترجم العلاقات السياسية الوثيقة إلى تعاون اقتصادي ملموس. المعاملة التفضيلية في التعريفات الجمركية تُسهم في تعزيز التبادل التجاري، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار الأمريكي في المغرب. كما أن افتتاح القنصلية الأمريكية في الداخلة يُعد خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية، مما يعود بالنفع على التنمية المستدامة للمنطقة.​

في الختام، يُظهر الموقف الأمريكي الأخير التقدير الدولي للمغرب كحليف استراتيجي، ويُعزز من مكانته على الساحة الدولية. ويُعد هذا التطور خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق التنمية المشتركة في مختلف المجالات.​