اقتصادكم
شدت العاصمة البريطانية لندن الأنظار على مدار الأسبوع الماضي، إذ أجيرت مراسم تتويج الملك البريطاني تشارلز الثالث، في حدث تاريخي هو الأول من نوعه منذ العام 1953.
وحضر هذا الحدث المئات من كبار الشخصيات والزعماء ورؤساء الدول، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجماهير التي تجمعت في الشوارع لمتابعة المراسم التاريخية والتقليدية.
لكن هذه المناسبة لم تمر دون أن تثير الأسئلة حول كلفتها المادية وأثرها على الاقتصاد البريطاني، الذي يعاني جراء ارتفاع معدلات التضخم.
وعلى عكس حفلات الزفاف التي تعد مناسبة خاصة، فإن حفل التتويج هو مناسبة رسمية تمول من ميزانية الدولة، لكن قصر باكينغهام تعهد بتحمل جزء من تكلفة حفل التتويج دون أن يقدم أي تفاصيل حول هذه المساهمة.
تقرير لـ CNBC أشار إلى أن الحفل سيكلف أكثر من 126 مليون دولار، تدفع بشكل أساسي من أموال دافعي الضرائب.
على سبيل المقارنة، كلف حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953 نحو 1.5 مليون جنيه استرليني، ما يعادل نحو 50 مليون جنيه بحساب قيمة العملة حاليًا، فيما كلف حفل تتويج الملك جورج السادس 450 ألف جنيه، ما قيمته حاليًا 24.8 مليون جنيه.
أظهر استطلاع لـ YouGov أن 51% من البريطانيين المشاركين، يقولون بأن حفل التتويج لا يجب أن يمول من قبل الحكومة، فيما قال 18% مهم إنهم لم يقرروا بعد.
وإلى جانب الكلفة المالية للحفل بحد ذاته، فإن الحكومة البريطانية أعلنت يوم الاثنين 8 مايو أيار يوم عطلة رسمية، وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد البريطاني سيضيع نحو 1.36 مليار دولار بسبب تعطل الإنتاجية.
ومن جهتها، تؤكد الحكومة على الجانب الإيجابي لهذه المناسبة، إذ تقول إنها ستدر ملايين الجنيهات على العديد من القطاعات على رأسها السياحة والضيافة، وتشير التقديرات إلى أنه خلال فترة الأعياد، فإن مبيعات قطاع التجزئة عادة ما ترتفع بـ15%.
وتقول UK Hospitality، وهي جمعية مهنية تهم قطاع الضيافة، أن حفل تتويج الملك تشارلز الثالث قد يساهم بعائدات تصل إلى 350 مليون جنيه استرليني، وتصل إلى مليار جنيه استرليني إذا ما جمعت مع عائدات يومي العطلة الإضافيين هذا الشهر ومسابقة Eurovision الغنائية في ليفربول.