اقتصادكم

يعتبر موزعو السيارات رمضان موسم اقتناص الزبناء بامتياز، ويتنافسون حول ابتكار باقات عروض فريدة، تجذب الباحثين عن "الهمزة". خدمات ائتمانية وتخفيضات استثنائية على السعر الأصلي من أجل تحفيز الطلب، وهو التوجه الذي يعتبره مصطفى. ط، وكيل تجاري لدى موزع سيارات بالبيضاء، عاديا، بالنظر إلى قرب انطلاق موسم الصيف، الذي يستحوذ على حصة مهمة من مبيعات الموزعين.

ويوضح الوكيل التجاري في تصريحات لـ"اقتصادكم"، أن بعض الموزعين لا يتوقعون بيع عدد كبير من السيارات خلال الشهر الفضيل، وإنما التمكن من توجيه قرارات شراء بعض الزبناء خلال الفترة المقبلة، في سياق خطة تسويقية محكمة، تستهدف إقناع كل زبون بمتانة العلاقة بين الموزع والمالك، خصوصا عبر توجيه النصيحة إليه وإتاحة حرية الاختيار أمامه، وتثقيفه حول الطراز الذي يرغب في اقتنائه، وتعريفه بطبيعة خدمات ما بعد البيع والضمانات المتاحة أمامه.

هذه المعطيات تعتبرها حنان، موظفة، ضرورية، إذ شرعت مع بداية رمضان في البحث بين العروض الترويجية للموزعين عن فرصة تجارية سانحة، من أجل اقتناء سيارتها الأولى، بعد أن أنهكها التنقل بين بوسكورة ووسط المدينة، حيث عملها القار.

ويراهن الموزعون على تخفيضات وصلت إلى 35 ألف درهم على السعر الأصلي للسيارة، من أجل جذب أكبر عدد من الزبناء، في الوقت الذي يعتمدون في إعداد الباقات الترويجية لمناسبة الشهر الفضيل، على دراسة محكمة للسوق، تأخذ بالاعتبار توجهات الشراء، التي انصبت حول السيارات  "كروس أوفر"، تحديدا الطرازات ثنائية الدفع، التي تتلائم مع إكراهات المساحة والتنقل الحضري لمسافات طويلة.

وبهذا الخصوص، يرى محمد. ز، وكيل تجاري في صالة عرض لموزع في عين السبع، أن الخيارات المذكورة منطقية، موضحا أن أغلب الزبناء الذين يستقبلهم، يبحثون بشكل خاص، عن سيارة تتوفر على صندوق أمتعة واسع ومساحة كبيرة للركاب، وتتحمل الحواجز والعقبات في الطرقات العادية وغير المعبدة، مشيرا إلى أن القاطنين في النواصر مثلا، والعاملين في المعاريف في الوقت نفسه، سيطلبون سيارة كبيرة قادرة على تحمل التنقل اليومي، وتتلائم مع مختلف ظروف السير.

وفي السياق ذاته، سجلت الفترة الماضية، انتعاشا في مبيعات طرازات بعينها، مثل إصدار "نيسان" واسع الانتشار "كاشكاي النسخة الجديدة"، وكذا "داسيا داستر"، التي حظيت بإقبال كبير من قبل الزبناء، بسبب استجابتها للشروط المذكورة، خصوصا أن الموزع راهن هنا، على عامل "القيمة مقابل المال" (rapport qualité prix)، مع تسهيلات ائتمانية استثنائية، حاولت تحفيز الطلب، علما أن مبيعات السيارات واصلت تراجعها من السنة الماضية إلى الأشهر الأولى من السنة الجارية.

وفي هذا الشأن، سجلت مبيعات السيارات الجديدة تراجعا بناقص 8 % خلال السنة الماضية، وبناقص 8.89 % خلال يناير الماضي، قبل أن تهوي بأزيد من 12 % خلال فبراير الماضي، لأسباب متعددة همت ارتفاع الأسعار واضطراب العرض، وكذا تطور مستوى التضخم وارتفاع أسعار الفائدة على القروض الاستهلاكية والخاصة بالتجهيز.

يؤكد الوكيل التجاري أن الإكسسوارات والمزايا "ليزوبسيون"، أصبحت عامل جذب مهم للزبناء، ذلك أن أغلب المقبلين على اقتناء السيارات خلال رمضان، يظلون متطلبين حول محتويات السيارة، إذ أظهروا معرفة واسعة ووثيقة في هذا الشأن، بالاستفادة من الأنترنت، موضحا أنهم يعمدون قبل زيارة صالة العرض، إلى البحث عن جميع المعلومات التقنية والميكانيكية حول الطراز الذين يرغبون في اقتنائه.

ويضطر الوكيل إلى التعامل مع الزبون انطلاقا من مستوى معرفة آخر، أكثر دقة وعمقا، ليعرض عليه تفاصيل كل خاصية في المركبة وتكلفتها، علما أن الموزعين يقدمون حاليا، ثلاثة أصناف من السيارات ضمن الطراز نفسه، كل بسعر خاص، حسب مستوى تجهيزها، فهناك الطراز الخالي من التجهيزات، ومتوسط التجهيز، وكذا كامل التجهيز، وهو الأمر الذي يروق عماد، محاسب، منبها إلى أن مقارنة عدد ونوعية المزايا التي تتضمنها كل سيارة، تتحكم بشكل كبير في قرار الشراء، معلق بالقول، "كيف يعقل اليوم أن يقتني المرء سيارة لا تتوفر على مكيف هواء؟"، في إشارة إلى أهمية هذا المعطى عند الشراء.

استغل الموزعون شراكاتهم مع البنوك وشركات القروض لصياغة عروض تسويقية على مقاس الزبناء، في أفق تحفيز الطلب. وبهذا الخصوص عرضت مجموعة "أوطو هول" أحدث نسخة من "تيسان كاشكاي" بتخفيض يصل إلى 35 ألف درهم، مع قرض بـ0 فائدة مقيد بشروط، فيما انطلق السعر الافتتاحي لهذه السيارة من 277 ألف درهم، ليصل إلى 331 ألفا.

وعرض الموزع ذاته، سيارة "فورد فوكيس" بمزايا ائتمانية خاصة، همت إمكانية حذف التسبيق المالي، ومنح قرض بـ0 % فائدة، فيما تبدأ قيمة الأقساط الشهرية من 1465 درهم، على أساس سعر مبدئي للسيارة يصل إلى 250 ألف درهم، ويرتفع إلى 346 ألفا في النسخة الأغلى من الطراز ذاته.