اقتصادكم

لا تزال النقابات الفلاحية الإسبانية تحاول تشديد الخناق على المنتوجات المغربية بسبب الواردات التي غمرت السوق الإسبانية، في وقت تعاني فيه الفلاحة الإسبانية من أزمة شديدة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض محاصيلهم بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

وعلى الرغم من أن المغرب هو أقل البلدان التي سُجلت في حق بضائعه الفلاحية والغذائية إشعارات صحية "تحذيرية" بين 2022 و2023، فإن الهجومات المتكررة التي تتعرض لها صادرات الفواكه والخضروات المغربية في إسبانيا، تثير الشكوك حول مصداقيتها وأهدافها.

وطالبت منظمة Cooperativas Agroalimentarias، جميع البلدان الأوروبية بتشديد عمليات مراقبة المنتوجات عبر الحدود، واعتماد اجراءات صارمة في تعاملها مع المنتجات الفلاحية المغربية، تزامنا مع الإعلان عن وجود بقايا الكلوربيريفوس أعلى من الحد الأقصى للمخلفات في البطيخ المغربي.

وحسب موقع "La Tribuna de Guadalajara"، فإن المنظمة، عبر مديرها، ثمنت الضوابط الحدودية الصارمة مع المغرب، مؤكدة أن "سلامة الغذاء في إسبانيا وصلت إلى أقصى الحدود".

كما حذرت التعاونيات الفلاحية الأندلسية، في بلاغ لها في وقت سابق من هذا الشهر، من الوضع الصعب الذي يواجهه منتجو الحمضيات بسبب المنتوجات المغربية. وتشير الأرقام إلى أن واردات إسبانيا من الخضر والفواكه المغربية بلغت مستويات قياسية مع بداية العام الحالي، حيث استوردت الجارة الشمالية ما مجموعه 784 مليون يورو في يناير، أي بزيادة 8.4٪ مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

تشديد الخناق على المنتوجات الفلاحية المغربية دون غيرها، من خلال الهجمات الإعلامية المتكررة لا ينسجم مع الاحصائيات الرسمية، حيث كشف نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف الأوروبي المعروف اختصارا بـ"RASFF"، أن المغرب لا يتواجد في قائمة البلدان العشر الأولى من داخل أو من خارج الاتحاد الأوروبي، التي سُجلت في حق بضائعها الفلاحية والغذائية أكبر عدد من الإشعارات الصحية التحذيرية، سواء في سنة 2022 أو في 2023.

وتتصدر تركيا التصنيف السنوي لنظام "RASSF" لسنة 2023، الذي اطلع عليه موقع "اقتصادكم"، بـ168 إشعار صحي تحذيري، تليها بولندا والصين ودول أخرى مثل مصر وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية والهند والبرازيل.
       
وفي سنة 2024 ، أصدر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف الأوروبي ثلاث إنذارات فقط شكك من خلالها في وجود “التهاب الكبد الفيروسي أ” في الفراولة المغربية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى وجود بقايا الكلوربيريفوس أعلى من الحد الأقصى للمخلفات في البطيخ المغربي.