اقتصادكم - سعد مفكير
واصلت فرنسا التزامها بالاستثمار مع المغرب في أقاليمه الجنوبية، الذي سبق أن أكده رئيس الدبلوماسية الفرنسية، الذي أبدى رغبة بلاده في دعم المغرب في هذا الصدد، من خلال إعطاء الموافقة الرسمية لمؤسسات عمومية من قبيل البنك الفرنسي العام للاستثمار ومؤسسة التنمية الفرنسية لتمويل مشاريع استثمارية في الجهات الثلاث الجنوبية للمغرب، جهة العيون - الساقية الحمراء، وجهة كلميم – واد نون، وجهة الداخلة – وادي الذهب.
وقال المديرالعام لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب جون شارل دامبلان، إن "فرنسا قررت إتاحة إمكانية الحصول على تمويلات من مؤسساتها العمومية، بالنسبة للاستثمارات المستقبلية في الأقاليم الجنوبية المغربية، حتى بالنسبة للشركات غير الفرنسية"، وذلك في سياق مُضي باريس في دعم الوحدة الترابية للمغرب.
ويرى خالد أشيبان، الباحث الاقتصادي، أن الاستثمار في الصحراء المغربية من طرف فرنسا يعني أن العلاقات بين الرباط وباريس عادت إلى طبيعتها بعد التوتر الذي عاشته خلال السنوات الأخيرة، ويعني كذلك أن الدولة الفرنسية ترسل إشارات ينتظرها المغرب مفادها أنها دولة تؤمن بالطرح المغربي وأن الصحراء مغربية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، في حديثه مع موقع "اقتصادكم"، أنه كان هناك سوء فهم في السابق أدى إلى توتر كبير، مشيرا إلى أن فرنسا هي أول من حملت مشروع مخطط الحكم الذاتي إلى مجلس الأمن، والاعتراف به يعني الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
وأضاف أشيبان: "نعلم أن الجهات الجنوبية المغربية تعرف انتعاشة اقتصادية كبيرة منذ بداية تطبيق النموذج التنموي للأقاليم الصحراوية، حيث تم رصد استثمارات عمومية كبيرة من خلالها حرصت الدولة المغربية على توفير بنية تحتية مهمة واليوم تعرف دينامية كبيرة تفتح آفاق مستقبلية واعدة".
وبناءا على هذه المعطيات، أكد الباحث الاقتصادي أن مجموعة من الدول اليوم تضع عينها على الصحراء المغربية بصفتها بوابة إلى إفريقيا الغربية، وتضم منصات صناعية كبرى ويد عاملة مؤهلة وبنية تحتية قوية، مضيفا أن "المغرب يوفر أيضا قربا جغرافيا للأسواق العالمية ويشجع المستثمرين الذين أصبحوا يبحثون عن موطئ قدم في الصحراء المغربية".
وزاد المتحدث ذاته، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، قائلا :"هذا يأتي في إطار السياق العام الذي تعرفه المملكة من خلال استضافة المغرب لكأس العالم 2030، والدينامية الكبرى التي ترافق ذلك خاصة منذ إطلاق أوراش الاستعداد لهذه التظاهرة العالمية، وهنا يمكن الحديث عن رغبة الشركات الفرنسية في الاستفادة من هاته المشاريع التي قد تمثل حلا اقتصاديا لها".
وختم أشيبان حديثه بالقول :"هناك تنافس بين الدول الكبرى على المشاريع التي أطلقها المغرب، خاصة في القطاعات المستقبلية والواعدة مثل الطاقات المتجددة، والمغرب يوفر حلولا منطقية لهذه الدول، التي أبانت عن حسن نيتها وأعطت إشارات للمغرب في ما يخص ملف الصحراء المغربية".