اقتصادكم
تحتضن الرباط الاجتماع الوزاري المقبل للدول الأفريقية الأطلسية، خلال الربع الأول من السنة المقبلة، وفقا لقرار اتخذه وزراء هذه الدول بنيويورك.
وجدد الوزراء تأكيد إرادتهم السياسية المشتركة، كما تم التعبير عنها في إعلان الرباط في يونيو الماضي، من أجل جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي منطقة يسودها السلم والاستقرار والازدهار المشترك، كما رحبوا بإحداث الأمانة العامة الدائمة للمسلسل، ومقرها بالرباط، وستوكل إليها مهمة تنفيذ قرارات الدول الأفريقية الأطلسية، مشددين على أهمية تحديد "نقاط تركيز" من أجل تسهيل التشاور والتنسيق وإعداد القرارات المشتركة وفق مقاربة توافقية وتشاورية.
ووجه الوزراء، في هذا الإطار، الدعوة إلى الأمانة الدائمة و"نقاط التركيز" لمواصلة عمل التنسيق والتشاور من أجل تتميم برنامج العمل، في أفق تقديمه للمصادقة خلال الاجتماع الوزاري المقبل.
وأشار الإعلان إلى أهمية مشاركة الدول الأفريقية الأطلسية في أشغال المجموعات الموضوعاتية الثلاث المحدثة بموجب إعلان الرباط، والمتصلة بالحوار السياسي والأمن، والاقتصاد الأزرق، والربط البحري والطاقة والتنمية المستدامة والبيئة.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، التزام المملكة بالشراكة الأفريقية الأطلسية بشكل فعال، لتحقيق الاستقرار والتنمية المشتركة.
وأضاف بوريطة أن هذه الدول اتفقت على أن تستفيد من الإجراءات المشتركة بمبادئ التشاور والتضامن وتعاون جنوب جنوب إيجابي وفعال، مشيرا إلى أن السياق الدولي يعزز ايجابية هذه المبادرة، وشدد على ضرورة الاستجابة لتعزيز هذه الشراكة، خاصة في مواجه التحديات ذاتها خاصة في ما يتعلق بالأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، محذرا من التهديدات الإرهابية التي انتشرت في عدة مناطق من أفريقيا، وما لها من انعكاسات سلبية للغاية على استقرار المنطقة.
وقال وزير الخارجية إن التصدي الفعال للإرهاب يتطلب مقاربة متكاملة تهدف إلى اتخاذ إجراءات في مجال الأمن، وتعزيز قيم التسامح وتحقيق التنمية المستدامة، مضيفا أن الوضع المتعلق بالجريمة عبر الوطنية المنظمة في المنطقة يشكل أيضا مصدر قلق كبير، محذرا من أن الاتجار غير المشروع بالأسلحة أو المخدرات أو البشر يشهد تطورا سريعا بشكل كبير ويهدد السلم والتنمية في الأفق الأفريقي الأطلسي.
وحذر بوريطة من التهديدات التي تطرحها القرصنة، والتي تضر بآفاق التنمية الاقتصادية والتجارية لدول المنطقة، مشيرا إلى أن تنامي الإرهاب والانفصالية والجريمة المنظمة العابرة للحدود يضاعف التهديد بخلق تحالف قوى الشر، مشددا على أنه لا يمكن لأي دولة أن تواجه بمفردها هذه التحديات، داعيا إلى مضاعفة الجهود من خلال التعاون والتنسيق المكثفين، والتي تعد أمرا ضروريا.
وسلط بوريطة الضوء على الفرص الهائلة للشراكات المتاحة في المنطقة في مجالات الاقتصاد الأزرق والتعاون البحري، وفي مجال الطاقة، كما أوضح أن الجهود المبذولة لمواجهة التحديات البيئية هي جزء من إيجابية التعاون الاقتصادي في هذا الإطار.