اقتصادكم - يوسف المجدوبي
لا حديث هذه الأيام في الأوساط والأسر المغربية، إلا عن الأسعار القياسية التي يعرفها زيت الزيتون خلال هذه السنة، والذي يشكل مادة استهلاكية رئيسية عند المغاربة، متأثرا بالجفاف الذي واجهه الموسم الفلاحي برسم السنة الماضية، ما انعكس سلبا على إنتاج الزيتون بالبلاد.
إقليم وزان، الذي يمثل أحد الأقاليم المعروفة بإنتاج زيت الزيتون في المملكة، بلغ ثمن اللتر الواحد من المادة الحيوية 70 درهما، وذلك في سابقة تاريخية لم تعرفها المدينة من قبل، إذ أن الوفرة التي كانت تميز السنوات الماضية تجعل تجعل ثمن اللتر الواحد من زيت الزيتون لا يتعدى 40 درهما في أفضل الحالات.
ويأتي هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، بعدما انتقل ثمن الكيلوغرام الواحد من الزيتون من أقل من 5 دراهم في السنوات الماضية إلى ما بين 10 و12 درهما خلال هذه السنة، نتيجة موسم تميز بارتفاع درجة الحرارة وضعف التساقطات انعكس سلبا على الإنتاج وجودته.
جواد الحبيب، صاحب معصرة للزيتون بمدينة وزان، تحدث لموقع "اقتصادكم" عن الموضوع، وأكد أن "مادة زيت الزيتون هذه السنة ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، عكس السنة الماضية، إذ وصل ثمن اللتر الواحد إلى 70 درهما حاليا، عكس السنوات الفارطة والتي كانت تسوق فيها هذه المادة بحوالي 50 درهما للتر الواحد".
وأضاف الحبيب أن السبب الرئيسي وراء "ارتفاع أثمنة زيت الزيتون، هو قلة تساقطات الأمطار خلال شهري أكتوبر ونونبر، ما أثر بشكل كبير على الجودة الإنتاجية من الزيتون"، مشيرا إلى أن غلة هذه السنة لا ترقى إلى تطلعات الفلاحين.
كما أشار المتحدث ذاته، إلى أن إنتاج الزيتون كان ضعيفا في المناطق البورية التي تعتمد على التساقطات المطرية، عكس المناطق المسقية التي منحت محصولا بنوعية جيدة.
ومقارنة بالسنة الماضية، أوضح الحبيب، أن قنطارا من الزيتون برسم السنة الحالية، ينتج حوالي 12 لترا من الزيت، في الوقت الذي كانت نفس الكمية، تنتج حوالي 18 لترا خلال العام الماضي، مايمثل تراجعا بلغت نسبته الثلث، وهو الأمر الذي يفسر الارتفاع المسجل في الأسعار.