الشطر الحادي والثلاثين من الفصل : الشيطان موجود في التفاصيل للرواية أراضي الله

لايف ستايل - 01-04-2024

الشطر الحادي والثلاثين من الفصل : الشيطان موجود في التفاصيل للرواية أراضي الله

اقتصادكم

 


أمي ترى أن هؤلاء الرجال قطعوا صلتهم بالحياة كما نعرفها، تقول بأنهم كانوا تعساء جدا معنا، لهذا يفضلون العيش بالقرب منا، دون الخوض في مشاكلنا. 

يسيرون على طريق مواز وثانوي، ولا يهتمون لشيء مطلقا، لا الجوع يؤثر بصحتهم ولا النوم على الأرصفة ولا الأكل من القمامة، زد على ذلك أنهم لا يستحمون أبدا. كما لو أنهم محصنون ضد كل شيء. وعندما يقعدون لقضاء الحاجة كان لديهم ذلك المظهر المطمئن لطفل محاط بدفء حضن ودود. لم يكونوا يشعرون بالحرج من إخراج أعضائهم التناسلية وتفحصها عن كثب. هناك شيء طاهر وطفولي وطبيعي ومجنون في تصرفهم. لا أحد ينظر إليك، لا أحد يأخذ بعين الاعتبار وجودك في هذا العالم. 

في النهاية، ربما كانت هذه هي أقصى حالات النعيم. ألا يحسب لك حساب، مجرد وجود بدني بسيط دون حضور أخلاقي أو ثقل روحي. المجانين الذين كنت أعرفهم، لأجل تلقيمهم ببعض الخبز والسكر يبدون ممتثلين لكل الأعلام في العالم التي ترفرف أو المنكسة. لا يعتبر الموت خوفا، كنت تقريبا متأكدا من أنهم يجهلون مدى ما يمثله هذا من قيمة بالنسبة لمجرى حياة ما. عندما تنخرط في الحياة، فإنك تتخطى في نفس الوقت الموت ونعوته. ثم، أليس الجنون مرادفا للحكمة لدى عديد من الحضارات؟ ما يمكن أن يفسر أننا جميعا بقدر ما نحن نعشق الامتثال والتوافق، لسنا سوى جثث تمنح الانطباع أنها حية.

 يجدر بنا تفكيك الآلة الربانية، أن نرمي بعيدا بعض قطع الغيار التي لم تعد صالحة، وأن نحاول القفز عاليا في فراغ الحياة. ربما في تلك اللحظة تحديدا بالكاد ينطلق الترس في كل الاتجاهات، دون أي اعتبارات مسبقة، كي يأخذ الوجود معناه الفعال لكل واحد على حدة، حسب ما يحتمله في الأحشاء، من آلة ومن خردة. 

 وأنا كنت من يقال عنه الأحمق المسكين. كنت الأحمق المسكين وكنت أتحمل مصحوبا بكرتونتي. أبذر الحياة فيمن حولي. مساعدي في الإنارة، يقوم بنشر أخبار ومواعيد العرض في الحي، ويتدفق الأطفال من كل صوب، كي يروا بروس لي ويعجبوا ب أميتا باكشان، كي يتتبعوا نهدا أو ردفا، وهكذا تتوهج تجارتي بخطى جهنميةᴉ والكل راضون. أولا أمي التي كنت أمنحها على الأقل خمس دراهم كل يوم. هكذا يكون الربحᴉ كيف حصلت على المال؟ "ساعدت أصحابي في إنجاز التمارين، أمي" وهو مالم يكن كذبا، لأني وأنا محاط برؤوس البغال، كان من السهل علي جمع المال. كان يكفي أن أكتب لهم الإنشاء مقابل درهم للورقة، وأربح الجولة. حتى أنه كان بإمكاني أن أدفع ثمن بعض الرفاهية، حينما كنت في الثانية عشر من العمر، بدفع ثمن المتعة الجنسية عند بشرى عاهرة الحي التي كانت تستقبلني بابتسامة عريضة يبرق من خلالها سنها الذهبي كضوء آت من عالم آخر، وهو ما سأستشعر بمجرد أن هشمت عضوي الصغير تحت فخديها المترهلين. يا الله كم كانت طيبة بشرى هذه. 

وهذا ما كان يمنحني الأمان لدفع ثمن المتعة مثل الكبار عند سيدة المتعة في الحيᴉ الأولاد كانوا يقولون: " إنه يدخل عند بشرىᴉᴉᴉ " كما لو كانوا يقولون إن الصغير سافر إلى الجنة لخمس دقائق ثم هبط منها إلى الأرض مع هبة سماوية بين يديهᴉ وكان علي أن أحكي لهم عن مغامراتي مع المربية الغليظة. ما لم أكن أفعله أبدا مجانا. كنت أجمل القصص بإضافة بعض التفاصيل المملحة، من قبيل: كان لديها عشر حسنات حول العانة، قبلتها واحدة تلو أخرى، أو كان لديها وحمة أسفل التدي الأيمن، الذي هو نقطة ضعفها، حيث إذا وضعت أصابعك قفزت نحو السقف قائلة "توقف أيها النذل ". ما كان يجعل الأولاد يفعلونها في سراويلهم وهم يستمعون إلي أضخم عضوي لأقصى حد، بإخبارهم أن بشرى تجد أن بنيتي أفضل من ذلك الغبي سعيد الذي يعتبرونه الذكر في الحي. يا الله كم كنت أعرف كيف أستل منهم النقود هؤلاء الحمقى وفي كل مرةᴉ  

كم هو غريب هذا السمو الذي لدينا على الآخرين، بقدر ما أذكر، كان لدى الناس نظرة تجاهي تختلف عن الاحترام، لأن الاحترام نكنه في العادة للوالدين ولكبار السن. ولكن خليطا من الخوف والإعجاب. كانوا يخافونني لأني كنت أمتلك مفاتيح السعادة في الحي. كانوا معجبين بي لأن الكبار كانوا يجدونني ولدا لطيفا وطيبا. وأنا كنت أعرف كل هذا وأستغل الأمر. كنت أستطيع أن أستبعد من أريد من مباراة في كرة القدم، بحجة أنه سيء في لعب الكرة، وما أقوله يؤخذ به وكأنه وحي يوحى. الفتى المسكين يتم فصله من كل الفرق، حتى تلك الفرق الرديئة ولكي يعاد إدماجه، كان يجب أن يدفع الثمن، على شكل مساهمة سنوية، لكي يتمكن من لعب بعض المباريات خلال السنة.

 كنت بمثابة ناد متنقل، معي معداتي التقنية وأعضاء فرقتي من اللاعبين المرموقين والمدربين والمشرفين وضحاياي الذين يحمون أنفسهم ليسير العمل. أحد أصدقائي وهو اليوم بمكان ما في أرض الله الواسعة، كان يلقبني بالرأس المدبر، أما أخي الأكبر فكان يعتقد بان ما أفعله هو شغل عصابات لكن بطريقة مرنة. لكني كنت أعلم أن هناك حدودا لا يجب تخطيها. كان ذلك نوعا من السادية المجانية بقليل من الإساءة. وبما انني لم أكن ذا بنية جسدية كبيرة، حتى ان البعض كانوا يلقبونني الأنشوجة، كان يجب أن يتأسس النظام على قوة التفكير، أما فيما يخص العضلات فقد كان علي الانتظار حتى سن الثامنة عشر، لأثبت جدارتي عن طريق 42 جولة من جولات المبارزة العضلية في تلك الفترة، مرتديا قميصا بلون أحمر قاني.

يتبع...