"المغرب الجديد يجذب العالم".. الخراشي يتوقع حضورا إعلاميا استثنائيا بكان 2025

كأس أفريقيا "اقتصادكم" - 20-12-2025

"المغرب الجديد يجذب العالم".. الخراشي يتوقع حضورا إعلاميا استثنائيا بكان 2025

قبيل أيام معدودة من احتضان المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025، تتجه الأنظار إلى ما سيكون بلا شك واحدة من أكثر النسخ إثارة في تاريخ البطولة. 

بين زخم إعلامي عالمي مرتقب، واحتضان جماهيري غير مسبوق، وإشعاع رياضي متصاعد، يطرح سؤال جوهري: كيف سيصنع المغرب الفارق في هذه النسخة؟

وفي حوار خص به موقع "اقتصادكم"، يكشف يونس الخراشي، أحد أبرز الصحافيين الرياضيين المغاربة، خبايا الرهانات الكبرى لتنظيم تنتظره القارة. 

بخبرة ميدانية راكمها في تغطية الألعاب الأولمبية "ريو 2016" ومونديال "روسيا 2018"، يعود يونس الخراشي ليقدّم قراءة عميقة لحجم التغطية الإعلامية المنتظرة، وتأثير عاملي الأرض والجمهور، وكيف يمكن لـ"كان 2025" أن يتحول إلى محطة فارقة في الإشعاع الرياضي المغربي.


كيف تتوقعون حجم ونوعية التغطية الإعلامية لكان 2025 بالمغرب مقارنة بالتظاهرات السابقة؟ وما الذي يميز نسخة هذه السنة؟

أتوقع تغطية كاسحة للتظاهر القارية، لاعتبارات عدة، تجعلها مختلفة تماما عن الدورة السابقة، بل عن كل الدورات التي سبقها، وضمنها على الخصوص وضعية المملكة المغربية في شمال إفريقيا، وتطورها الاقتصادي، وقيمة المسابقة في سياق التحضير لتنظيم كأس العالم 2030.
فالمغرب، من جهة، صار شريكا قويا جدا للمجموعة الأوروبية، ويعول عليه في استقرار شمال إفريقيا، وبالنظر إلى المبادرة الأطلسية، وما أحدثته من حركية في المنطقة، وفي القارة، فالجميع يرغب في اكتشاف المغرب الجديد، ونقل صورته إلى العالم. 
وهذا بالذات ما سيجعل الحضور الإعلامي كاسحا، وأظنه سيغطي كليا على الحضور المغربي، لاسيما وأن التقنيات لدى الغرب متقدمة جدا، بالقياس إلينا.
ثم إن النسخة الحالية تتميز بكونها تجري على ملاعب المغرب، وهي الملاعب التي إما تجددت، أو أعيد بناؤها، أو بنيت كليا من جديد، وضمنها ما احتضن مباريات كثيرة للإقصائيات، بحيث تحظى باعتراف فيفا بامتلاكها للمعايير المفروضة، فضلا عن أن المدن كلها سياحية بامتياز، وتشهد فورة حضور للسياح، مما سيجعلها فوارة أكثر، بحركية اقتصادية عالية جدا.

ما هي أهم التحديات الإعلامية التي تواجه الصحافيين خلال تغطية بطولة بحجم كأس أمم إفريقيا؟ وكيف يمكن للمغرب أن يضمن تغطية احترافية تليق بالحدث وتُبرز صورته دولياً؟

أهم التحديات التي تواجه الصحافيين في منافسات كبرى كأمم إفريقيا هي ما دون المباريات، بحيث يتعين العمل بفريق عمل، وليس بشكل منفرد. 
وهو ما لا يحدث عادة من قبل الإعلام المغربي، وهذا قصور يتعين تجاوزه، لاسيما أن المنافسة ستجري في المغرب. 
فلا يعقل ابتعاث صحافي واحد إلى مدينة ما، ونطلب منه أن يكون عيننا على كل شيء، في حين سيأتي غيرنا بفرق عمل، وسيدهشنا بعطائه، بحيث سننقل عنه ما يجري في بلدنا.

إلى أي حد يمكن لعامل الأرض والجمهور أن يصنع الفارق في “كان المغرب 2025”؟ 

عاملا الأرض والجمهور لهما أهميتهما الكبيرة في التحفيز، غير أنه، وكما يقال، الحظ يأتي دائما لمن يملكون شيئا يستحقون به أن يكونوا محظوظين. 
فلا يقعل أن ننتظر من الملعب والجماهير أن يصنعوا منا فريقا قويا وفعالا وناجعا. فالمفترض في الفريق الوطني أن يستثمر العالمين، ليقوي بهما شكيمته، وجاهزيته، وتحفيزه، وينتصر.


من خلال تجربتكم، كيف يؤثر الضغط الجماهيري والإعلامي على المنتخب المضيف؟ وهل المنتخبات عادة تستفيد أكثر أم تتضرر من هذا الضغط عند بلوغها مراحل متقدمة من المسابقة؟


بكل تأكيد، ومن خلال التجربة، يتضح بأن عامل الجمهور يكون له أثره على الضيوف. 
وقد حدث هذا مرارا، وكان للجمهور قوته التأثيرية، التي هزت كيان الفرق التي تحل ضيفة عند غيرها، بحيث كان لاعبا آخر يضاف إلى الفريق المضيف، بحيث يسهم بشكل أو بآخر في الفوز.

ما هي العناصر التي في نظركم يمكن أن تجعل “كان 2025 بالمغرب” أبرز نسخة في تاريخ البطولة؟ وهل ترى استعدادات المغرب مختلفة عن نسخ سابقة في دول إفريقية أخرى؟

العوامل في هذا الجانب أكثر من أن تحصى. فمن جهة المغرب بلد سياحي بامتياز، فضلا عن أنه يتوفر على طرق سيارة، ومواصلات جيدة، من سكك حديدية ومطارات وغيرها، بالإضافة إلى البنية الفندقية، وطبيعة خلابة، زد على أن المنافسة ستنظم في فترة تشهد بروز الخضرة في كل المغرب، ولاسيما في الشمال والوسط، حيث تساقطت الأمطار وغيرت وجه الأرض إلى الأفضل، ولله الحمد. 
وهذا سيكون له سحره، وسيؤثر بلا شك في قلوب الزوار.

في الجانب التنظيمي، تعود المغرب على كسب كل تظاهرة كبرى ينظمها، ولعلكم تذكرون كيف استطاع المغرب، في وضعية حرجة، إثر زلزال الحوز، أن ينظم اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أكتوبر 2023.

كيف يمكن لكان 2025 أن يساهم في تعزيز الإشعاع الرياضي للمغرب قاريا ودوليا؟ وهل مثل هذه البطولات يمكن أن تغير موقع البلد على خريطة الرياضة العالمية؟

بكل تأكيد، سيتعزز حضور المغربي دوليا على المستوى الرياضي، بفعل تنظيمه للكان. فمثل هاته المنافسات تزيد جاذبية البلد لاحتضان المزيد من التظاهرات العالمية، وفي تقديري، فالمغرب سيكون مقبلا بلا شك على طلب تنظيم الألعاب الأولمبية، وهو ينقل صورته إلى العالم، بلدا آمنا مستقرا، متقدما اقتصاديا، وسياحيا، وقادرا على استقبال الملايين، بسلاسة، وفي أجواء مثالية.
ومن شأن فوز المنتخب الوطني باللقب، وهو ما نتمناه، ونقدر أن منتخبنا يملك المقومات ليفعل، فسيكون لذلك أثره الكبير في الحضور الرياضي المغربي، قاريا وعالميا، بحيث ستتحدث ملايين المواقع الرقمية، والصفحات على منصات السوشل ميديا، وغيرها، عن بلادنا، ومنتخبنا، وثقافتنا، وطبيعتنا، وهذا مهم للغاية، باعتباره قوة ناعمة، ذات فعالية كبرى في تعزيز الحضور القاري والعالمي.

كيف تستفيد الدول المنظمة من الحدث لبناء إرث رياضي بعد البطولة؟ وما هي الخطوات التي يجب أن يتخذها المغرب لضمان استمرار هذا الإشعاع بعد نهاية الكان؟

من حسن حظ المغرب أن ينظم الكان، ويقبل على تنظيم المونديال، وأظنه سيمضي قدما نحو ترشيح نفسه لاحتضان الألعاب الأولمبية، وبالتالي، فالإرث الذي سيكسبه من تنظيمه لكأس إفريقيا سيكون له أثره في احتضان كأس العالم، وهكذا دواليك، بشكل يجعل الملاعب، ومحيطها، وبقية البنيات التحتية مفيدة للمغاربة، وللرياضة المغربية، دائما، وباستمرار.